يوسف العوال/ مصر
عندما كنت صغيرا، كنت دائما أشاهد جامعة القاهرة في التلفاز، وكان الحلم يراودني أن أراها على الواقع، وأن ألتحق بها، ورغم وجود 61 جامعة وأكاديمية في مصر، إلا أن جامعة القاهرة تظل درة الجامعات المصرية والعربية، وقد أحسست بذلك قبل دخولها، وكذلك بعد أن قضيت أربع سنوات فيها.
وأود أن أشاركك صديقي القارئ ببعض المعلومات عن تلك الجامعة العريقة، التي تأسست عام 1908 تحت اسم الجامعة المصرية، بعد نضال كبير من المصريين لإنشاء جامعة لهم، وتغير اسمها عام 1940 ليصبح جامعة فؤاد الأول؛ تخليدا للملك فؤاد، ملك مصر السابق. وفي عام 1952، تحول اسمها إلى جامعة القاهرة.
أعتقد أنه لا يمكننا أن نتحدث عن جامعة القاهرة دون أن نتحدث عن قبتها المميزة، ونعرف ماذا يوجد أسفل منها، فقد بنيت القبة عام 1935، لتعلو قاعة الاحتفالات الكبرى في جامعة القاهرة، ومكاتب رئيس الجامعة ونوابه، والهيئة الإدارية لها، وشهدت هذه القبة أحداثا تاريخية؛ منها خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعالم الإسلامي عام 2009، وغيرها من الأحداث التاريخية الكبرى.
وإن تحدثنا عن جامعة القاهرة، فلابد أن نتحدث أيضا عن ساعتها المميزة، التي يتم ضبط التوقيت في مصر عليها، وتقع في أعلى برج ارتفاعه 40 مترا، بني عام 1937. وعندما تسمع دقاتها تعرف كم تكون الساعة؛ فإذا دقت مرة تكون الساعة الواحدة، وإذا دقت مرتين تعرف أنها الساعة الثانية.
ومما يثير فخر إن كنت تنتسب لجامعة القاهرة أن تعرف أنها خرجت العديد من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات، أمثال الأديب نجيب محفوظ، والدكتور أحمد زويل، والزعيم ياسر عرفات، والرئيس صدام حسين، وغيرهم من الشخصيات الهامة.
أعتقد عزيزي القارئ أنك ستكون محظوظا إن كنت خريجا لجامعة القاهرة، وإذا لم تكن كذلك فعليك أن تفتخر أنها توجد في الوطن العربي، وأعتقد أن عليك من الآن أن تلحق ابنك بها، لعله يصبح في يوم ما أحد خريجيها البارزين، وإن لم يكن كذلك فبالتأكيد سيكون سعيدا لأنه في واحدة من أعرق الجامعات المصرية والعربية.