دنيس حسنين/غزة
يستوقفني كثيرا في الآونة الأخيرة أحداث العنف المختلفة التي تتعرض لها النساء، ناهيك عن أن مركتبيها قد نصبوا أنفسهم مكان الله عز وجل وأقروا حتى شريعتهم الخاصة ليبيحوا قتلهن.
إن العيش في كنف غير كنف الله مرهق جدا، كيف لإنسان أن يتعدى على العدالة الإلهية. لم أرد الخوض كثيرا في الأمور الدينية والتشريع فلست ضليعة بالأمر. لكني لم أذكر يوما أني سمعت أي جملة أو تعرضت لأي معلومة في ديني الإسلام مفادها أن الله حين سيحاسب الناس يوم القيامة سيقوم بالفصل بين الرجال والنساء.
جميع ما تعلمته من آيات تختص بالعقاب كان الخطاب تفصيلي يشمل الذكر والأنثى فمثلا يقول عز وجل في الآية (38) من سورة المائدة: "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا"، وفي الآية الثانية من سورة النور:"الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة"ٍ.
دعوني آخذكم بجولة في جملة من التعبيرات التي تبدو جدا مألوفة في مجتمعاتنا وحاولوا التفكر في الآيات السابقة بعدها. فنجد أول تعبير مثلا: "البنات بجيبوا العار" يعني أن الذكر إذا فعل أي فاحشة فلا ضير في ذلك فهو لن يجلب العار! أي ازدواجية نعيشها؟!. إن الله أقر عقابا للأنثى مكافئا لعقاب الذكر وسيحاسبهما سواء. ونحن على الأرض نتجاوز ما اقره الله!
لقد حصرنا شرف العائلة وسمعتها بفعل الإناث، أما الذكور فلا يعيبهم شيء. لكني أدعوكم مرة أخرى لتأمل الآية (30-31) من السورة النور قال تعالى: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ".
ويخاطب الله عزوجل الذكور والإناث بشكل متساو في التكليف، وهنا أمر الله كلا الجنسين بغض البصر، ولم يخاطب الذكور قائلا أنت يحق لك أن تفعل ما تريد أما اختك وزوجتك وابنتك أو أي أنثى أخرى فالأمر مختلف.
أحاول هنا فقط أن أوصل رسالة مفادها أني حين أدافع عما يجب أن تكون عليه الحياة السليمة من وجهة نظري فإني أستند إلى مرجع قوي، أما الذكور في المجتمع فترى إلى مرجع يحتكمون أقوى مما استندت عليه؟ عذرا ليس الذكور فقط بل ومن يساندهم من النساء بهذا الفكر أو الفعل، إنه لأمر أشد قسوة وإجحافا أن تفعله أنثى بأنثى.
وأخيرا اطرح سؤال: هل ياترى ستقف كذكر قمت بقتل زوجتك، ابنتك، اختك أو أي انثى يوم تلقى الله لتقول له: "رب اغفر لي ... فإني ذكر!