على الهامش

2020-12-09 12:49:45

جوليانا زنايد صايج/ القدس

في سنواتي الأولى في دراسة الإعلام قال لي د. وليد الشرفا: "يا جوليانا-مع مطة في حرف الواو- الحقيقة هي ما يبث لا ما يحدث، اعرفي ما وراء الخبر ولا تكتفي بسماعه". ثم تعمقنا أكثر فاكثر في أليات صناعة الرأي العام، وكان سؤالي طيلة ذلك الفصل هل الرأي العام يصنع الحقيقة أم أن الحقيقة تصنع الرأي العام! وهنا بدأت هذه الجدلية العميقة تنخر عقلي...

لو اعتبرنا أن الرأي العام يصنع الحقيقة فهذا كلام رائع وجميل، لكنه أقرب إلى الشعارات، أما عمليا وعلى أرض الواقع نجبر لأشهر على تعلم أليات صناعة الأفكار وقولبة الوعي،  ولا نسلك الطريق الأسهل بسرد الخبر وحسب، وهنا عدت للمساق الأولى في التخصص حين اختتمت المحاضرة الاخيرة بالفصل بإعلان المحاضر النص التالي، " لقد انهيتم للتو دراسة أخلاقيات المهنة، وهذا يؤهلكم لاجتياز الامتحان والتخصص، لكن لا يمكنكم توقع النجاح في العمل باتباع هذه الاخلاقيات".

وبالعودة لسنوات مضت دعوني أقول أني أدركت أن الحقيقة تحدث في مكان ما، وتدور الأحداث حولها غالبا لكن ليس فيها، وهذه هي القاعدة الأولى، فيما تقول القاعدة الثانية أن الطريق الأقرب والأسهل ليس مجدٍ وليس أكثر أمن كما تعلمنا في قصة "ليلى الحمرا"، وللأسف حرصت على تجنب القاعدة الأولى في أغلب الوقت، وبالطبع لم التزم القاعدة الثانية ابدا!

وبالضرورة، لم أطبق هذه القواعد في حياتي عموما، واخترت أن أقف مع الحقيقة على الهامش لأدافع عنها، دون اكتراث أن الهوامش ليست إلا قصاصات ورق، وبالطبع لن تكون في النسخة النهائية من الكتاب، ولا يعرف القراء الكثير عنها...إنما وبعد حوار مطول مع الذات وتفحص عن كثب لما يصدر بعد التخلص من الهوامش، تبين أنه ليس إلا تنقيح لها، وأن الحقيقة ستظهر حتى في الكذب...وأنه عند توظيف النص لخدمة صناعة حقيقة جديدة يتم ضمنيا ومحاولة لإخفاء وتشويه كل ما يتعلق بالحقيقة الاصيلة، لأن الحقيقة غالبا تكون ساطعة، ومشعة وصاخبة، وهذا يخرج الكثيرين من "منطقة الراحة" وليس الجميع مستعد لذلك.

وهذا لا ينفي كونها حقيقة ولا يخفي أن الجميع يعلم بوجودها...لكن يبقى تهذيبها مطلوب لاننا أضعف من احتمال مرارتها، وأكسل من معالجتها وأحيانا أبسط من فهمها. ومن هنا أعلن عودتي لمنطقة الراحة حيث لا "عين ترى ولا قلب يحزن"، وأكتفي بفتات الواقع والكثير من الخيال، حيث أعرف الحقيقة وتعرفني لكن ننكفئ على أنفسنا بالهوامش...

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...