فانوس رمضان... الحكاية الكاملة

2018-05-19 07:03:58

نرمين حبوش/غزة،

ﺭﻏــﻢ الضغوط ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳــﺔ والأوضاع السياسية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، إلا أن الفانوس يمثل مصدرا للبهجة ﻭﺍﻟﻔﺮﺣــﺔ ﺑﺤﻠــﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ. ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻧﻐﺎﻡ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻴﺔ "ﺣﺎﻟﻮ ﻳﺎﺣﺎﻟﻮ.. رﻣﻀﺎن كريم  ﻳﺎﺣﺎﻟﻮ.. ﻓﻚ اﻟﻜﻴﺲ.. وادﻳﻨﺎ ﺑﻘﺸﻴﺶ.. ﻟﻨﺮوح مانجيش ﻳﺎﺣﺎﻟﻮ..." يردد الكبار والصغار كلمات هذه الأغنية الرمضانية وهي ترﺗﺒﻄ ﺑﻔﻮاﻧﻴﺲ رﻣﻀﺎن التي تعتبر أحد رموز الشهر الفضيل.

 

أغنية "وحوي يا وحوي"

يعود أﺻﻞ ﻛﻠﻤﺔ "وﺣﻮي" إلى اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻬﻴﺮوﻏﻠﻴﻔﻴﺔ وﺗﻌﻨﻲ "ذﻫﺐ أو رحل، وﻟﻜﻦالسؤال ﻣﺎ اﻟﺬي رﺑﻂ بين هذه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺮﻋﻮﻧﻴﺔ الأﺻﻞ وﻓﺎﻧﻮس ﺷﻬﺮرمضان؟ وﻛﻴﻒ ارﺗﺒﻂ اﻟﻔﺎﻧﻮس بشهر رﻣﻀﺎن الكريم، ومتى ﺑﺪأت ﺻﻨﺎﻋﺘﻪ.

 

حكاية فانوس رمضان

بدأت حكاية فانوس رمضان فى القرن الرابع عشر عندما صدر قانون يحتم على كل ساكن أن يشترك فى كنس الشارع، وأن يعلق فانوساً مضاء فوق باب البيت من ساعة غروب الشمس حتى بزوغ الفجر طوال شهر رمضان، ثم أخذوا يستخدمون فوانيس صغيرة الحجم فى إضاءة الطريق أمامهم.

وهناك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦالروايات ﻋﻦ أﺻﻞ اﻟﻔﺎﻧﻮس ﻣﻨﻬﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ الحاكم ﺑﺄﻣﺮ اﷲ اﻟﻔﺎﻃﻤــــﻲ ﻛﺎن ﻣﺤﺮﻣﺎ ﻋﻠﻰ نساء اﻟﻘﺎﻫﺮة الخروج ﻟﻴﻼ، ﻓﺈذا ﺟﺎء رﻣﻀﺎن ﺳﻤﺢ ﻟﻬﻦ بالخروج ﻷداء اﻟﺘﺮاوﻳﺢ ﻓﻲ المساجد، ﺑﺸﺮط أن ﻳﺘﻘﺪم السيدة أو اﻟﻔﺘﺎة ﺻﺒﻲ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻳﺪه ﻓﺎﻧﻮسا ﻣﻀﺎء ﻟﻴﻌﻠﻢ المارة ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻗﺎت أن إﺣﺪى اﻟﻨﺴﺎء تمر ﻓﻴﻔﺴﺤﻮا ﻟﻬﺎ اﻟﻄريـﻖ، وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻋﺘﺎد اﻷوﻻد ﺣﻤﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن.

وﻫﻨﺎك رواﻳﺔ ﺗﻘﻮل إن الخليفة اﻟﻔﺎﻃﻤﻲ ﻛﺎن ﻳﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﺸﻮارع ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺮؤﻳﺔ ﻟﻴﺴﺘﻄﻠﻊ ﻫﻼل ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن، وﻛﺎن اﻷﻃﻔﺎل ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﻌﻪ ﻟﻴﻀﻴﺌﻮا ﻟﻪ اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﺎﻧﻮﺳﻪ، ﻣﺮددﻳﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﻏﻨﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺳﻌﺎدﺗﻬﻢ ﺑﻘﺪوم ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن، وﻫﻨﺎك أيضا رواﻳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺗﻘــــﻮل إن أﺣﺪ الخلفاء اﻟﻔﺎﻃﻤين أراد أن ﻳﻀﺊ ﺷــــﻮارع اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻃﻮال ﻟﻴﺎﻟﻲ رﻣﻀﺎن، ﻓﺄﻣﺮ ﻛﻞ ﺷﻴﻮخ المساجد بتعليق ﻓﻮاﻧﻴﺲ ﺗﻀﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل شموع ﺗﻮﺿﻊ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ.

 

ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻔﺎﻧﻮس... وبلد المنشأ

كلمة الفانوس إغريقية تشير إلى إحدى وسائل الإضاءة، وفي بعض اللغات السامية يقال للفانوس فيها 'فناس'، ويذكر الفيروز أبادي مؤلف القاموس المحيط، أن المعني الأصلي للفانوس هو "النمام" ويرجع صاحب القاموس تسميته بهذا الاسم إلي أنه يظهر حامله وسط الظلام والكلمة بهذا المعني معروفه.

بدأت ﺻﻨﺎﻋﺔ الفوانيس في اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻔﺎﻃﻤﻲ وأصبحت حرفة إبداعية وظهرت مجموعة ﻣﻦ الحرفيين ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ﺑﺄﺷﻜﺎﻟﻬﺎ المتعددة  وﺗﺰﻳﻴﻨﻬﺎ وزﺧﺮﻓﺘﻬﺎ، وﻟﻢ يتشكل الفانونس في صورته الحالية إلا في نهاية القرن التاسع عشر، وظل محافظا على رمزيته رغم التطور في عالم الإضاءة.

 

أشكال الفانوس

ﻭﻣــﻦأنواع ﺍﻟﻔﻮﺍﻧﻴــﺲ، ﻓﺎﻧــﻮﺱ ﺍﻟﺸــﻤﻌﺔ المزخرف، ويتميز ﺑﺄﻟﻮاﻧﻬ الجذابة المصنوعة ﻣﻦ اﻟﺰﺟﺎج على شكل ﻧﻮاﻓﺬ ﻣﺘﻼﺻﻘﺔ وﺑﺎب ﻹدﺧﺎل اﻟﺸﻤﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ إﺿﺎءﺗﻬﺎ ﻓﺘﻌﻜﺲ أﻟﻮان اﻟﺰﺟﺎج ، وﻟﻜﻦ ﻳﻌﺎب عليه أنه ﺿﺎر على الجهاز التنفسي، وفاﻧﻮﺱ ﻳﺴــﻤﻰ "ﺍﻟﺮﺧﺎﻣﻲ"، ﻭﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﺮﺧــﺎﻡ، ﻭﻳﻮﺿــﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻜــﻮﺭ ﻛﺘﺤﻔﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ. ﺃﻣــﺎ ﻓﺎﻧــﻮﺱ "ﺍﻟﺨﻴﺎﻣﻴــﺔ"، ﻓﻬﻮ ﻋﺒــﺎﺭﺓ ﻋــﻦ ﻓﺎﻧــﻮﺱ ﺻﺎﺝ ﻳﺘﻢ ﻛﺴﻮﺗﻪ ﺑﻘﻤﺎﺵ ﻣﻄﺒﻮﻉ ﻋﻠﻴــﻪ ﺯﺧــﺎﺭﻑ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺭﺳﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻛﺬﻟــﻚ ﻫﻨــﺎﻙ ﺍﻟﻔﺎﻧﻮﺱ "ﺍﻟﺨﺸــﺒﻲ".

أيا كان أصل الفانوس، يظل الفانوس رمز خاص بشهر رمضان  وينتقل هذا التقليد من جيل إلى جيل، حيث يبدأ كل طفل في التطلع لشراء فانوسه، كما أن كثير من الناس أصبحوا يعلقون فوانيس كبيرة ملونة في الشوارع وأمام البيوت والشقق وحتى على الشجر.

 

مصدر الصورة الإنترنت.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...