لا تستثمروا بتاريخنا

2018-03-13 08:12:08

سوزان طريفي/ رام الله،

تمتاز مدينة رام الله الفلسطينية بتاريخها العريق، وما يدل على ذلك وجود عدد كبير من المباني والبيوت التاريخية التي تعكس الموروث الثقافي الفلسطيني. مؤخرا أصبحت هذه المباني محط أنظار المستثمرين في القطاع العقاري، حيث يتم هدمها لصالح بناء الأبراج السكنية، فمن المسئول عن حمايتها وحفظ التراث المتعلق بها؟

 

بلدية رام الله

عملت بلدية رام الله على إصدار قوانين وأحكام لحماية هذه المباني، لكن لم يتم المصادقة عليه رسميا، لأسباب غير معروفة مما زاد وسهل عمليات هدم الكثير منها.

 

غياب القانون لتاريخ طويل

تطبق وزارة السياحة والآثار الفلسطينية القانون البريطاني الصادر عام 1966، والذي يعتبر المباني التي أقيمت قبل عام 1700 هي مبان محمية؛ ومقابل ذلك لا يعترف بضرورة حماية المباني التي أقيمت في الفترة العثمانية لاسيما أن غالبية المباني في فلسطين تعود لتلك الفترة، وبالتالي فإن عدم وجود عقوبات على هدم مثل هذه البيوت يشجع المستثمرين لهدمها، وفي حال تم الهدم فإن العقوبة تكون غرامة مالية قدرها 100 دينار أردني.

 

بيت أبو جغب القضية الأحدث

عائلة دار أبو جغب من أقدم العائلات في رام الله؛ وكانت تملك منزلا شيد عام 1924، وجسّد هذا المنزل الانتقال من نمط البيت الفلاحي القديم إلى نمط البيت العصري، فهو يلخص فترة تاريخية مهمة ويدل على تطور العمارة والمورفولوجيا في فلسطين، والمنزل عليه علامة حمراء من البلدية ومعناها أنه محمي، لكن مستثمرا اشترى المنزل من مالكه وينوي هدمه وإقامة محلات تجارية مكانه!

توجه المستثمر إلى البلدية للحصول على الموافقة في الهدم والحصول على تراخيص البناء، لكنها رفضت ذلك، والخوف هنا أن يبدأ بالإجراءات لعدم وجود قوانين ناظمة، وفي أسوأ الحالات فإنه سيدفع غرامة مالية بسيطة لا تؤثر عليه في شيء.

 

"رواق" وحرصها على الموروث التاريخي

عملت مؤسسة "رواق" التي تهتم بالحفاظ على الموروث الثقافي والتراث المادي الفلسطيني، وترميم الأبنية، على إصدار كتيب بالشراكة مع بلدية رام الله للتعامل مع المباني التاريخية المنفردة في رام الله، وبرز دورها الأكبر في قضية "دار أبو جغب"  من أجل حماية المنزل من الهدم، وعملت مسيرة سلمية أمام المنزل وناشدت جميع الجهات المختصة من وزارة السياحة والآثار والرئيس من أجل إصدار قرار تجميد هدم المنزل، وتأمل أن يتم وقف الهدم وعدم العبث بالتاريخ، خصوصا أن الاحتلال بالعادة يقوم بشراء حجارة هذه الأبنية ويعيد البناء في مناطق أخرى ويروج لها كمواقع أثرية تعبر عنه، وكانت في مراحل سابقة وثقت 5320 كمبان تاريخية لم يبقى منهى سوى  50_60% منها بفعل الهدم، رغم أن قانون اليونسكو فإن التراث الإنساني من حق كل فرد في المجتمع يجب أن يبقى قائما.

 

صورة من الإنترنت.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...