أربع سنوات دراسية تتحدى بها نفسك

2019-05-05 12:30:43

نور التميمي/ رام الله،

جسد حاضر وفكر شارد، بات الطالب يهتم بسجل حضوره وغيابه  أكثر من اهتمامه بمضمون المساق والاستفادة منه. فهل سبب ذلك الطالب أم المدرس؟ !

 يمكن تخيل الطالب من وجهة نظر المدرس بأنه علبة يمكن تعبئتها وضغطها جيدا لكي تباع في السوق لاحقا وأن الطالب من خلال ضغطه سيتمكن من مواجهة سوق العمل.

 

لكن من وجهة نظر الطالب هذا الوقت  يهدر من حياته دون طائل، وإن واقع سوق العمل وبطالة الخريجين تجعله يرى الجامعة مجرد عبء، وهو ما يجعله يعيش حالة من فوضى المشاعر خاصة اذا كان يحمل مجموعة من التوقعات والسيناريوهات المشرقة  لطبيعة المحاضرات واساليب التدريس بشكل عام ثم ما يلبث أن يرى نفسه في صفوف مدرسية بحلة جديدة، ثم بعد تذمره قد يأتي المدرس ويصرح له ببساطة بأن المشكلة فيه وانه ليس كفؤا للتخصص الذي اختاره.

وقد يقضي الطالب معظم وقته جالسا يحصي عدد الساعات والأيام التي هدرها على مقعد الدراسة ويستنظر الساعات القادمة،  من المؤسف أن يعترف لك طالب جامعي بأن 4 سنوات دراسية عدد ساعات التخصص فيها مئة وثلاثين ساعة تمر دون أن يستفيد منها سوى بخمس ساعات.

 

 ورغم تلك الدوامة عليك أن تؤمن بأنه من المعيب أن لا تكون طالباً جامعياً بحق سواء كنت مستفيدا ام لا من محاضراتك وأساليب تدريسك، فأنت مطالبا ببذل جهد إضافي في تطوير شخصيتك ووعيك وثقافتك دون خريطة أكاديمية او برنامج فصلي،  والتغيير يبدأ من المكتبة أولا، نعم عزيزي الطالب المكتبة ليست للمثقفين وإنجاز الواجبات الدراسية فقط، بل هي عصب بناء الطالب الجامعي المستنير، اضافة لضرورة استغلالك مصادر المعرفة على الإنترنت، وعليك تنمية مهاراتك الاجتماعية والحياتية من خلال العمل التطوعي ومرافقة الزملاء الجيدين، ولا تنسى الاستزادة والسؤال وأخذ النصيحة من مدرسيك.

  

أي أن اجتياز المرحلة الجامعية بنجاح لا يمكن اختزالها بحصولك على شهادة أو علامات ممتازة، بل هي مرحلة تختبر فيها نفسك وتتخذ خلالها قرارات محورية في حياتك ستخدمك طوال سنوات حياتك القادمة، فهل أنت فعلا تتعلم من أجل الحصول على الإطراء والمظهر الاجتماعي فقط، ام انك مستعد لجعل تخرجك يوم ولادة جديدة لك على المستوى الثقافي والمعرفي؟.  

وازيدك قولا نحن في زمن لا يأبه بالشهادات فرصيدك من المهارات والمعرفة والثقة هو الأهم، وحججك التي ستبرر بها ضعفك في أي مجال كان ستكون غالبا غير مقبولة وستعكسك بشكل سيء؛ لأن مصادر تطويرك وتدريبك لنفسك لا حصر لها تبدأ من قنوات اليوتيوب على جوالك والقائمة تطول.

أنت الآن مخير هل ستنهض أم ستحكم على مستقبلك  بالفشل والبطالة جزافا ؟!

 

- صورة من الإنترنت.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...