الشباب الفلسطيني بين الإحتفال والمقاومة

2018-12-04 07:40:00

فاطمة بدر/ رام الله،

تشتعل مواقع التواصل الإجتماعي في فلسطين بعد إحياء الحفلات الترفيهية في الضفة الغربية، بذم الشباب المشاركين في هذه الحفلات و نشر العديد من  المقارنات بينهم وبين الشباب الذين يشاركون في المسيرات ضد الإحتلال الإسرائيلي، كما يأسف العديد من المنتقدين في منشوراتهم على حال الشباب الفلسطيني والى ما وصل إليه اليوم.

عاش شباب اليوم تحت اتفاقيات السلام، وولد في حالة من البناء المستمر للإقتصاد الفلسطيني الذي عزز الفردانية، وجعلنا نعيش لأجل تنمية مصالحنا ومشاريعنا المالية، وهو بالأمر الغير مفاجئ للعالم بأن يكون هناك مظاهر الحياة الطبيعية في فلسطين، من حفلات موسيقى، للترحال والسفر، لوجود مؤثرين في مواقع التواصل الإجتماعي .. إلخ.

ولكن تبقى هناك عدة ضغوطات تقع على كاهل الشباب الفلسطيني، من النقد واللوم والمحاسبة سواء أن اختار الشاب طريق المقاومة أو السلام.

فهل يجب علينا محاربة مثل هذه الظواهر مكتفين بالتحسر و الشتم؟

أم نقف لفهم الشباب الفلسطيني الذي يعيش كماً هائلاً من الإزدواجية في حياته، في ظل سلطة تعيش على مبدأ السلام وحل الدولتين  مقابل واقع مؤلم لحالة المقاومة الشعبية؟

آلا نستطيع أن نجد طريق مشترك نلتقي فيه؟

هل سنصل إلى حالة وعي بالشارع الفلسطيني تتفهم بأن التضييق على الشباب  وكبتهم ومنعهم من تفريغ طاقاتهم وعيش بعض مظاهر الاحتفال والسعادة لن يفيد في نصرة  القضية الفلسطينية؟

 

سألنا بعض من طلاب جماعة بيرزيت عن رأيهم بالموضوع وكان هذا ردهم،

محمد حمودة، هندسة حاسوب سنة رابعة: 

"أنا مع أن يعيش الشباب الفلسطيني حياتهم بشكل طبيعي، فمجرد كوننا تحت الاحتلال لا يعطي الحق لأحد أن يطلق أحكاما على الذين يسعون لإضافة بعض الفرح لحياتهم، كما أنني  لا أرى أن مظاهر الاحتفال تبعد الشباب عن قضيتهم، لأنها راسخة في جميع تفاصيل يومنا، إن أردنا ذلك أو لم نرده".

 

رنا سبوبة، إعلام سنة ثانية: 

أوضحت سبوبة أن الشخص الذي يهتم فعلا بالقضية الفلسطينية يعي تماما كيف يوجه نفسه  وكيف يحافظ على إيمانه في قضيته، وقالت أنه "لا يعقل أن ينسى فلسطيني أرضه وقضيته بعد حفلة!".

وأضافت أن الضجة التي تثار عند كل حفلة تعبر فقط عن أزمة المجتمع الثقافية ورفضه للحفلات بعيدا عن كوننا تحت الاحتلال.

 

أدهم هاني، علوم سياسية سنة ثانية:

"اعتقد أن هذا النوع من الحفلات يؤثر سلبا على صورتنا أمام العالم، لأنهم يتعاطفون معنا كوننا قابعين تحت الاحتلال ونعيش في أرضنا رغما عنه، فالعالم سيتخلى عنا حين يلاحظ هذا التناقض في سلوكنا".

وتساءل أدهم بقوله: "كيف سنجد الدعم المعنوي والنفسي إن كنا نحتفل بهذه الطريقة؟"

 

عزيزة فقهاء، تغذية و حمية سنة ثالثة:

"انني ضد ربط الأمور ببعضها البعض، فليس من المنطق أن نخلق صورة نمطية ونصنف الأشخاص بناءا على تواجدهم في حفلات او تغيبهم عنها، وان نعتقد أن جميع الرافضين للحفلات هم مناضلون ولا يغادرون الميدان والعكس صحيح، فمن المجحف أن نعمم فكرة أن الأشخاص الذين يشاركون في هذا النوع من الحفلات قد تجاهلوا قضيتهم، كما أن هذا النوع من السلوكيات يقع تحت بند الحريات الشخصية، وللجميع حق اختيار شكل الحياة التي يريد أن يعيشها".

 

من المهم ان نحتوي الشباب الفلسطيني ونتفهم ظروفه وطريقته في العيش، بالإضافة الى إعطاءه مساحة للتعبير عن نفسه ورأيه، فبالنهاية لا ندعو ان ينسى الشباب الفلسطيني وطنيتهم ولكننا أيضاً لا نستطيع أن نحرمهم من أقل فسحة أمل متوافرة أمامهم.

 

- صورة من الإنترنت.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...