سها سكر/غزة
عانى أحمد النجار منذ كان طفلا من التأتأة والتلعثم وغيرهما من صعوبات النطق. الشاب الذي يبلغ واحد وعشرون عاماً، طالب إعلام والاتصال الجماهيري في جامعة الأزهر في قطاع غزة، تسببت له حالته بتعثر مستمر في مسيرته الدراسية والحياتية، واضطرته للمرور بكثير من المواقف المحرجة داخل المدرسة والجامعة.
يشرح النجار قصته مع التأتأة قائلاً: "لا أذكر أنّني كنت أتكلم بطريقة صحيحة في طفولتي، وكنت أشعر بالتوتر والخجل حينما أتحدث أمام الأخرين، إذ كنت أتوقف عن الكلام تمام في أحيان كثيرة ولا أعبر عن فكرتي". ويضيف أنه تعرض للسخرية والتنمر من قبل زملائه في الكلية، إلا أن إصراره على تحقيق حلمه ليصبح مذيعا دفعه للاستمرار وعدم الاستسلام.
إلتحق النجار بالعديد من التدريبات التى تتعلق بالثقة بالنفس، وأخرى لها علاقة بالتقديم الإذاعي والتلفزيوني، وبعد تدريب استمر أربعة أشهر تمكن النجار من كسر حاجز الخوف والتأتأة، ويذكر أنه كثيراً كان يشاهد عبر قنوات اليوتيوب تجارب لمشاهير ومذيعين وممثلين يعانون من صعوبة في النطق، ومنهم رئيس الولايات المتحدة جو بايدن كان شخص "متأتأ"، فشكل ذلك حافزا له.
ويشير النجار إلى أنه تعرض للسخرية من مدراء الإذاعات المحلية ولكن همه الأكبر كان الوصول إلى ما يريد، ويسعى النجار إلى التخلص من مشكلته بشكل نهائي، وذلك من خلال الظهور الدائم أمام جماهير كبيرة، وتطوير قدرته من خلال المشاركة في الدورات التدريبية والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، وكان آخرها مشاركته في تدريب وصلة مع منتدى الاجتماعي التنموي .
كما عمل النجار في العديد من الإذاعات المحلية كمعد، ومقدم برنامج "الهدف" في إذاعة كلاكيت، ومحرر ومراسل في موقع ميديا سبورت، وكذلك عمل في إذاعة أمواج الرياضية، كمحرر في الموقع الالكتروني ومعد لبرنامج الكورة والجماهير، ومعد تقارير في التلفزيون.
ويحلم النجار بتغطية نهائيات كأس العالم 2022في قطر، وأن يعمل كمذيع داخل الشبكة الاعلامية الرياضية العملاقة (بي إن سبورتس) يوما ما.
ويقول: "نقطة ضعفك هي نقطة قوتك". ويبين أن هذه نصيحة قدمها له شخص وعمل بها، بهذه الكلمات أختتم النجار حديثه، ليعبّر عن شغفه الكبير نحو الإصرار والعزيمة على تحقيق حُلمه والوصول الى هدفه، فهو قادر على الإنجاز، وقادر على تقبل فكرة الإعاقة أو أي مشكلة قد يُواجهها .