برنامج “الذكاء العقلي" في قطاع غزة

2015-10-14 09:08:09

منة أحمد/ غزة

عندما يواجهك عدد كبير من العمليات الحسابية المعقدة، يخطر ببالك فورا حلها بالآلة الحاسبة، ثم بضغطة زر تكون الإجابة حاضرة.

 لكن الأمر في برنامج حساب الذكاء العقلي مختلف تماما؛ فلا وجود للآلة الحاسبة، بل يحل محلها معداد الأباكوس، الذي يتكون من إطار بأسلاك متوازية، تمر عبرها خرزات، لتشكل الأداة الوحيدة والمساعدة، ولكنها ليست دائمة، وتستعمل في تعليم الأطفال.

أداة للترفيه والتعليم معا

وإذا لم تخني ذاكرتي، فقد كنا في الصغر نستخدم هذا المعداد، ليس فقط للحساب، بل للعب كذلك، متمتعين بتعدد ألوانه. كنت أستعمله ببراءة الطفولة لغير الهدف الذي صنع من أجله. ولكنني اكتشفت أن وظيفته الأساسية ليست اللعب المباشرة، حيث حدثني حسام العجل؛ مسؤول العلاقات العامة في البرنامج، قائلا: "لا يشعر الأطفال بأنفسهم يجرون عمليات حسابية معقدة، أو أنهم يتعلمون تعليما معقدا، بل يستمتعون يوقتهم، ويستعملون المعداد كلعبة يلهون بها؛ فالطفل يحول الأرقام إلى ألوان، ويتخيل المعداد أمامه، ثم يبدأ بحل المسائل الحسابية". حيث يحوي المعداد اللونين الأصفر والأحمر، اللذين أكدت الدراسات مدى فعاليتهما في عملية التذكر لدى الأطفال.

ويشير العجل إلى أن البرنامج يعتمد على العمليات الحسابية الأربع: الضرب، والجمع، والقسمة، والطرح، باستخدام اللغة الإنجليزية؛ لتقوية ذاكرة الأطفال، وزيادة سرعة تعلمهم، وتنمية التفكير المنطقي السليم، إضافة إلى تنمية التفكير الإبداعي الذي يعتمد على استخدام اللغة الإنجليزية.

مراعاة الفروق الفردية

ويذكر العجل أن البرنامج تمت تجربته قبل اعتماده في ٢٠٠٨، وأظهر نجاحا كبيرا بإشراف وزارة التربية والتعليم، التي حصل على ترخيص منها عام ٢٠٠٩، إضافة إلى حصوله على الوكالة الحصرية من الأكاديمية الماليزية.

ويشترك في هذا البرنامج ١٣١  دولة، ويستهدف الفئة العمرية من ٥ -١٢ عاما، ويتكون من منهاج خاص يتم تطويره بشكل مستمر، مقسم على١١  مستوى.

ويؤكد العجل أن التعامل مع الأطفال يكون فرديا وفق ما يتناسب مع القدرات العقلية لكل طفل، موضحا أن المستوى الواحد قد يستغرق الطفل العادي لإنهائه ثلاثة أشهر، بشكل يختلف عن الأطفال المتفوقين عقليا، الذين لا يستغرق المستوى الواحد لديهم أكثر من عشرة أيام.

1500 طفل مشارك

ويبين أن البرنامج يعمل على التنسيق بين دوام الأطفال في مدارسهم، ودوام البرنامج، في يومين أسبوعيا. ويعلن أن عدد الأطفال المشاركين فيه في قطاع غزة يصل إلى ١٥٠٠  طفل، ولكن أعدادهم تبدأ بالزيادة خلال الإجازة الصيفية.

وقد انتقل البرنامج إلى الضفة الغربية، ولكن قطاع غزة يعتبر المركز الرئيس في فلسطين.

شروط اختيار المدرسين

ويختار البرنامج مدرسين من تخصصات اللغة الإنجليزية والعلمية، قبل أن يخضعوا لدورة مكثفة بإشراف المشرفين من الأكاديمية الماليزية، ثم يخضعون لاختبار عملي ونظري، يؤهل الناجحين منهم لتدريس الأطفال وفق قواعد البرنامج الماليزي.

رحلات ترفيهية

ويلفت العجل إلى تنظيم رحلات ترفيهية للأطفال شهريا، كان آخرها في شهر شباط من عام 2013، إلى الضفة الغربية حيث زار الأطفال القدس ورام الله وكنيستي المهد والقيامة، برسوم رمزية. ويقول: "كان يفترض تنظيم رحلة أخرى عام 2014، لكن ظروف القطاع الصعبة وإغلاق المعابر حال دون تنفيذها.

مسابقات محلية ودولية

ويقيم البرنامج في نهاية كل مستوى مسابقات محلية، تعتمد على حل 2500 مسالة حسابية في 8 دقائق، تستهدف متفوقي البرنامج ومن أراد الالتحاق به، وتقام كل سنتين. وتهدف هذه المسابقة لتهيئة الطلاب للمسابقة الدولية على مستوى الدول المشاركة بنفس الآلية، وعادة من يحرز أطفال فلسطين المراتب الأولى على مستوى الدول. ولكن قطاع غزة حرم من المشاركة في آخر مسابقة عام 2014 نتيجة لإغلاق المعابر.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...