حين نلتقي!

2020-06-11 17:05:40

نغم كراجة/غزة

عند مدرجات المطار بين تمتمة المسافرين سنلتقي!، وسط جدال شديد نشبت نيرانه عن سوء حب وليس فهم سنلتقي! أثناء حدوث حادثة بفعل القضاء والقدر، وأول أمنية عند المفارقة أن نلتقي هنا، وهناك عزيزٌ ثبت وده بالفؤاد إلى الأمد، تلف الكرة العاطفية حول أفئدتنا ونلتقي في دولة ونفترق في دولة أخرى؛ ودول الحياة تحتوي من غربة المشاعر ما يكفي.

على رصيف الطريق ستجد طفلا بعمر الريحان يطوف ضُلف بيته الصغير يبحث عن صورة أبيه الذي فقد أحضانه في أيامٍ من طفولته المُبكرة؛ لعله بلقياه سيحتضن الحنان والأمان، وكأنه يقول له: "يا ولدي لا تجزع سنلتقي"!


آخرٌ فقد والدته لا أود أن أبالغ في سرد المشاعر، لكنه فقد جنته في الدنيا، كانت نظراته مفعمة بالحب وممتزجة بالألم والحنين ودائمآ يأخذه فؤاده إلى أعلى درجات البرد، إنه برد الفؤاد عندما يهون كل شيء ولا يكترث لأحد، حينما رأى أحدآ يحضن والدته أو بجانبها، فيتخيل لو أن قرة عينه معه ولم ترحل، هنا الحسد المُباح الذي لا لوم فيه؛ لأنه خارج عن إرادته؛ إنما تحرك عاطفته التي كلما رأى طفلا مع والدته تخبره الدنيا؛ ستهون وسنلتقي!

 
الغربة التي لا تحتوي على معنى واحد إيجابي، تسرق كل حبيبٍ  وقريب ولا ترحم أنين الفؤاد الذي لا يشفى، تجعلك في كل صلاة ووجبة طعام و مناسبة تفتقد شخصآ فارقك تتمنى لو أنه معك وبجانبك، تقسوا الأيام عليك كثيرآ ، لا نكهة لوجبة الطعام المفضلة التي تعده وهو لن يتذوقها، ستبرد القهوة ويذهب وجهها وأنت تنتظر أن يأتي، ستقف أمام معادلة صعبة بين العقل والفؤاد وتضع الخيارات؛ هل سيعود سالمآ أم أن الغربة ستسرقه إلى الأبد، لعل مكالمته الهاتفية تمنحك الأمل في كل مرة وهو يخبرك أننا سنلتقي!


صديقي كتفي الثابت، الرئة الثالثة، زهر الصبّار الذي منحني اياه الله أتمنى لو أننا نجتمع في كل دعوةٍ رُفِعت للسماء، كنت اسأل الله دائمآ ألا نفترق وأن تبتسم أعيننا في جنة كُتبت لنا، أتت المواعيد التي اتفقنا حضورها سويا، لكن المواعيد جاءت و نحن لم نأتي لنحياها معا!، لكن لا شيء يدوم  سنأخذ نصيبنا من البعد ربما يصعد إحدانا قطار الموت أو نفترق في نقاشٍ حاد نخرج منه غرباء بصمت، في كلا الحالتين الفراق واجب، أعدك أنني لن أتوقف عن الدعاء لك مهما حدث فالمحب لا يكره، و سأحتفظ بصورةٍ فوتوغرافية جمعتنا سويا كلما نظرت إليها قلتُ في نفسي و أنا ابتسم وعيناي تفيضان شوقا أننا سنلتقي!
سنلتقي أجمل كلمة محتواها يحمل الحب والأمل، ربما الكلمة لن تفي بوعدها، لكن يكفي أنها تبعث مشاعر الأمان والراحة في الفؤاد، وكأنما بستان ورود تفتح في صدورنا، و شمس أشرقت بعدما أكل اليأس الأمل و همّش الحياة في أعيننا، خذها دائمآ بعين الإعتبار أن كل شخص يجب أن يلتقي بمن يحب مهما ساءت الأمور وتعددت الأقدار، إن الله يجمع المتحابين في النهاية.

 مصدر الصورة: الإنترنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...