رائحة أجدادنا معطرة بالقمح والزيتون

2017-06-15 09:46:28

أحمد ناجح/ رام الله

بيت قديم ومعول وشجرة زيتون جزء من تراثنا الفلسطيني الأصيل، فلا تكاد تخلو قرى فلسطين من البيوت القديمة التي عاش بها أجدادنا، والتي تشكل هوية وحضارة وتاريخ، ومن المؤسف أن تهدم وتهمل تلك البيوت وينسى الإرث العريق والبساطة، حيث كانوا يعيشون باكتفاء ذاتي، فتجد القمح والزيت والسمن البلدي وأكياس اللوز، وكانت الحبوب كالقمح والشعير والعدس تخزن فيما يعرف باسم الخوابي.

هذا جزء من ذاكرة المغترب الفلسطيني نضال ربيع 55 عاما من بلدة ترمسعيا شمال شرق مدينة رام الله، والذي قام ببناء بيته بالكامل من الحجر القديم وبمواصفات البيت الفلسطيني الذي عاش فيه أجدادنا، فكانت  زينته الأقواس والأبواب والنوافذ الكبيرة وبلاطه المزخرف المصنوع يدويا. ويعرف ربيع في البلدة بمنشوراته على فيسبوك التي تعيد قارئها إلى الماضي، فلم تؤثر عليه الحداثة وحنينه للماضي يزيد يوما بعد يوم.

ولمعرفة المزيد عن حياة البساطة والأصالة التي عاشها أجدادنا، التقت مجلة "علي صوتك"  بربيع الذي  لم يبخل علينا  برواية  حكاياته.

مملكة جدي والملكة كانت جدتي

كان البيت بالنسبة لربيع بمثابة مملكة، حيث يقول: "عاش أجدادنا باكتفاء ذاتي، ففي الطابق السفلي من البيت كانوا يربون الأغنام، ويخزنون أخشاب الزيتون لفصل الشتاء، ويحتفظون بالأدوات الزراعية فيه، ويربون الدواجن، ويحضرون "مونة السنة" من الجبنة واللبنة والرصيع من الزيتون والسمن البلدي والمخللات، فكان البيت لهم بمثابة الأم يعطيهم الغذاء والدفء و الدواء".

نيسان وأيار خير على الفلاح

ونقلا عن جدته يروي ربيع ذكريات نيسان التي ارتبطت لديهم  بموسم النبي موسى، حيث كان الناس يجتمعون في القدس من الخليل ونابلس ورام الله، وترفع البيارق في المقام، ويستمعون بإجلال لخطباء الثوار يحضونهم على مقاومة المحتل الإنجليزي، ويقول ربيع:" كان جدي يقطن هنالك أسبوع، ويوم يجيء خميس الأموات أو خميس البيض؛ وهو الجمعة الثالثة من شهر نيسان، يقيم وليمة كبيرة تجمع كل الأقارب والجيران، وترسل للفقراء حصة أيضا، وفي آخر نهار الخميس ينتظرون المطر في شهر نيسان حتى نغسل الأقداح، ويضيف: "وفي أيار كانوا  يؤمنون مؤن الدواب  من  الكرسنة وعندما  تلد الأغنام يصنعون من حليبها لبن المخيض".

أشياء لا تنسى 

البيت هو عالم جدي وجدتي، فيه ما يعرف بالحوش والمتبن ومربط الدواب، والزاوية ذاك الركن الخاص في المنزل الذي تمارس فيه طقوس روحانية كالصلاة والدعاء، إضافة إلى الروزنة وهي عبارة عن  فتحة مستديرة في سقف البيت الطيني تستخدم لتسهيل عملية تنزيل القمح المسلوق أو غيره من الحبوب التي يتم تعريضها لأشعة الشمس على الاسطح، والموقدة، والوجاك الذي توضع فيه الأغطية والفرشات.

جدتي كانت قبل أن تضع رأسها على الوسادة، تنظر حولها وترى جميع أفراد العائلة، تأخذ نفسا ثم تنام لتصحو مع الفجر مع ميعاد زبل الطابون و الخبز. 

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...