صمصوم.. رسام أنيميشن من غزة باسم عالمي

2016-05-23 07:37:53

رحاب دلول/ غزة

بينكي: "ماذا سنفعل الليلة يا برين"؟ برين: "ما نفعله كل ليلة يا بينكي؛ سنحاول السيطرة على العالم". "حلمنا نهار نهارنا عمل نملك به الخيار، وخيارنا الأمل، حين تهدينا الحياة أضواء في آخر النفق تدعونا كي ننسى ألما عشناه". هذه اقتباسات من ذكرى مخيلته الصغيرة التى كبرت معه، فكانت شخصياتها أصدقاء طفولته، التي لم تغب تفاصيل وجوهها عنه، حتى أصبح نعيم صمصوم فنانا يرسمها، وها هو قد بلغ من العمر 27 عاما، ويحمل شهادتين في التعليم الأساسي من جامعة الأزهر، والوسائط المتعددة من جامعة فلسطين.

شغف الطفولة

حين بلغ نعيم الرابعة عشرة من عمره، لم تكن بيئته قد دخلت عصر التكنولوجيا ووسائلها، بل كان ذلك في عصر كان فيه "الديجتال" والتلفزيون و"الكافي نت" ضئيلا آنذاك. حينها بدأ صمصوم يبحث ويفكر في كيفية صناعة شخصيات الكرتون ورسمها وآلية عملها. حيث يقول: "كنت منذ طفولتي شغوفا بأفلام الكرتون التي كنت أتابعها على قناة سبيستون. ولم تكن لي علاقات اجتماعية من أصدقاء وأقرباء؛ فقد تعلقت بأفلام الكرتون: ريمي، ونوار، وعهد الاصدقاء، وجودي أبوت، ولحن الحياة". ويكمل: "أثرت فيّ شخصياتها وكلماتها وحلقاتها بشكل كبير، حتى أصبحت أبحث عن كيفيه عملها، ولم هي جميلة هكذا".

ولم يتقبل ذووه انشغاله بالرسم؛ لاعتقادهم أنها تلهيه عن دراسته رغم تفوقه، وأن هذا المجال لا يناسبه؛ فازداد شغفه بالرسم، حيث لم تخل منه كتبه ودفاتره المدرسية، وطاولات فصله، التي يشكل عليها لوحاته، فكانت إحدى رسوماته (نيمو) شخصية كرتونية.

رسام عالمي

يقول صمصوم: "نجحت في دراستي تخصص التربية، وهي رغبة أهلي، لكنني استمررت في ممارسة موهبتي بالتوازي مع دراستي". ويضيف: "عملت على برنامج "إنديزاين" مع مركز جحا تون عام 2008، وانتقلت بعدها إلى شركة أفيتار، ومن ثم إلى شركة الطارق، وهناك بدات أرسم الشخصيات وأصمم الخلفيات".

ويوضح أن هذا الفن يعتمد على التكنولوجيا العالمية، ويتطلب جهاز كمبيوتر، وجهازا لوحيا أو ما يعرف باسم "تابلت الرسم"، ومهارة عالية في استخدام البرامج التقنية، وبرامج الأدوبي؛ لرسم شخصيات متحركة وأبليكيشن وقصص وموشن جرافيكس".

ويتابع: "تميزت في "الديجتال آرت" بأسلوبي وتركت بصمتي، حتى أصبح لي اسم بين رسامي هذا المجال عالميا، وكنت أول رسام من قطاع غزة يحترف هذا المجال، فشاركت بمعرض في إسبانيا، وبيهانس في رام الله، وفي مهرجان دبي".

وفي عام 2006، بدأ صمصوم يرسم "الجرافيتي" على حيطان شوارع القطاع؛ وهو فن عالمي يعبر الرسامون بوساطته عن آرائهم، ولكنه توقف عن الرسم حينها لما واجهه من مشاكل، ولقلة اهتمام الشارع بهذا النوع من الرسم، واقتصر على "الأنيميشن" الذي يعتبر مصدر رزق له.

أنيميشن فلسطيني

يقول صمصوم: "أعمالي نابعة من عالم الخيال؛ كالجنية، وأصحاب الأرض الضائعة، الذين قرأت عنهم في أحد الكتب، وبدأت أرسم شخصياتهم، وقريبا سيظهر هذا العمل". ويطمح لترك بصمته وتأثر العالم بها كما تأثرت البشرية بعالم توم وجيري وديزني، ولكن "بصنع فلسطيني بحت".

ورغم عدم الاهتمام بهذا المجال في غزة، وقلة الدعم المالي والتكنولوجي، والكلفة العالية، نجح صمصوم بتطوير ذاته باعتماده على الإنترنت ووسائله في تطوير رسمه، ولم تحل الصعوبات بينه وبين تحقيق أحلامه.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...