لينا غانم/غزة
شغف هندسي قديم يحيط بأنامله الصغيرة، ليبدأ طفولته بتفكيك الأجهزة واكتشاف جميع أجزاءها ومن ثم محاولة إصلاح أعطابها واضعًا بصمته البسيطة فيها، ليطلق عليه "المهندس الصغير"، ويكمل لاحقا شغفه العلمي بدراسة الهندسة الكهربائية، محلقَا بإصراره فضاءه العلمي نحو الكوكب الأحمر.
القصة من البداية
المهندس الفلسطيني لؤي البسيوني، الذي تنحدر أصوله من بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، والذي ترأس فريقًا لصناعة أول طائرة هليكوبتر تتبع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
قبل أيام، بدأت وكالة ناسا الأميركية للفضاء أول رحلة بالطاقة الكهربائية لتنجح في قيادة طائرة مروحية مصغرة فوق سطح كوكب المريخ مجتازة مرحلتين من أصل 5 مراحل لرحلتها، ويتم التحكم بها من كوكب آخر يبعد عنها بحوالي 255 مليون كيلو متر.
مروحية صغيرة
أوضح المهندس الفلسطيني لؤي البسيوني أن المركبة الفضائية بريسيفيرانس (Perseverance) وصلت إلى كوكب المريخ حاملة مروحية صغيرة أطلق عليها اسم "إنجينوتي" (Ingenuity)، وقد تمكنت من الطيران عليه مدة 40 ثانية.
وأشار إلى أن بدايته في هذا المجال كانت في شركة تعمل على تصميم طائرة كهربائية، وانتهى به المطاف بالعمل لدى وكالة ناسا في تصميم الطائرة العمودية الخاصة بالطيران في كوكب المريخ، ليترأس فريقًا هندسيًّا لإنجاز الدوائر الكهربائية والتحكم الآلي للطائرة.
التحدي الأكبر
وكشف البسيوني أن هناك العديد من التحديات التي واجهت الرحلة منها نسبة الهواء على المريخ التي لا تتجاوز الـ 1%، والمختلفة عن هواء الأرض، وبناءً على ذلك وجب إعدادهم لمركبة خفيفة جداً بمواصفات تتناسب مع الكوكب، فالمروحية المتواجدة على المريخ حاليًا لا يمكنها الطيران على الأرض أبدًا بسبب خفة حجمها.
وقال:" واجهتنا العديد من الصعوبات في عمليات التصميم والاختبار، خاصة فيما يتعلق بتوفير بيئة مشابهة لبيئة كوكب المريخ على سطح الأرض لتجريب الطائرة خاصة في ما يتعلق بالتعرض للإشعاع".
وأضاف:" استغرق العمل عليها وتطويرها 7 أعوام أي قبل عام 2021، وكانت مخصصة لنظرية تسعى وكالة ناسا لإثباتها وضمان وصولها للمريخ، لتشكل التحدي الأكبر لنا".
نتائج عظيمة
وبين المهندس أن الهدف الرئيسي من الفكرة يكمن بإثبات نظرية الطيران إلى المريخ، وبالتالي إرسال المزيد من المروحيات في المستقبل، مؤكداً أن النتائج الهندسية للرحلة لا يمكن حصرها، فالوصول إلى أفق المريخ أمر عظيم، جعل من الفرضيات السابقة واقع علمي.
وأكد أن عمله في مجال الفلك والفضاء لن يتوقف عند هذا الحد، فهو يعكف على تأسيس شركته الخاصة، وفي مرحلة اللقاء مع مستثمرين لتطوير تقنيات الطاقة الشمسية والكهربائية الممكن استخدامهما في الكثير من التطبيقات العملية من أجل مواصلة تحقيق مزيد من النجاحات.