عش ذلك الشعور لوهلة!

2016-12-05 15:02:41

علاء ريماوي/ رام الله

"هذا شغل الزبال"... قالها بعدما ألقى بالقمامة على الأرض عندما انتهى من أكل المحتوى الذي يوجد داخل الغلاف، عاتبته على ذلك الفعل فرد قائلا تلك العبارة. الكثير من هذه الامثلة حدثت معي وقد تحدث مع غيري، هنالك أشخاص لم تعد ثقافة النظافة من أولوياتهم كما كثير من القضايا الأخرى، عندما يلقون بالقمامة على الأرض متجاهلين بذلك ما يتسبب به ذلك السلوك من أضرار على البيئة التي يقطنها أولئك الأشخاص، عدا عن الجهد الذي يبذله عامل النظافة في عملية التنظيف خاصة كبار السن منهم.

ذلك المصطلح؛ "زبّال" كما يقول البعض يجب أن يُكنى به بالأشخاص الذين يلقون بالنفايات هنا وهناك، أما ذلك الشخص الذي ينهمر عليه العرق وتنهكه الشمس في الصيف والريح والبرد في الشتاء يجب أن يكون اسمه عامل نظافة.

بعيدا عن كل القضايا التي بات شعبنا يجهل قيمتها الاجتماعية والسلوكية ومدى تأثيرها في المجتمع، ولكن أليس من الجدير بنا أن نربي ابنائنا على ثقافة الاحترام كي لاتسلب كما سلب غيرها؟ أليس من الجدير به أن نربي ابنائنا على مبدأ وثقافة النظافة لنحافظ على جمالية البلاد وراحة العباد في الوقت نفسه؟

يكفيك أن تتخيل

تلك القيم والعادات التي تربينا عليها مهمة، لمَ نتركها خلف ظهورنا غير مباليين! أيعجبكم ذلك المنظر عندما يقوم طالب جامعي يفترض أن يكون مثقفا بإلقاء علبة السجائر - بعد أن تفرغ- على الأرض وسط حرم الجامعة مع العلم ان سلة النفايات تكون بجواره.

 يكفيك أن تتخيل نفسك في موقعه وأن طفلا يلقي بشيء على الأرض متجاهلا جهدك وتواجدك في المكان، وفي كل لحظة يلقي بها شخص ما على الأرض تنحني وتلتقطها وأنت تبلغ من العمر 50 عام، ألا يكفيك ذلك ليشعرك بجزء بسيط من تلك المعاناة إن كنت مكانه. أليس من الواجب ان نجعلها ثقافة واجبة في كل مجتمع لكي ننهض.

من أجل نقاء صفارها تعاونوا!

في طريقي يوميا من الجامعة للبيت ومن البيت وصولا للجامعة قد يصادفنا في اليوم حاجزين متتاليين لتصبح المسافة التي تحتاج لعشرين دقيقة فقط للوصول تمتد لساعة أحيانا أو أكثر.

في كل لحظة يحدث في المنطقة شيء معين؛ مثل إطلاق نار من قوة صهيونية بسبب رشق الحجارة أو غيرها من طرق المقاومة التي انتهجها شعبنا، يفرضوا علينا عقاب جماعي. بعد الحريق الذي حدث في المستوطنة القريبة من بلداتنا والتي يطلق عليها "حلميش" قامت قوات الكيان الصهيوني بإخلاء مداخل القرى المجاورة، ولكي يذهب الموظف لعمله أصبح يخرج من الساعة 6 صباحا لكي يصل على الموعد وذلك لطول المسافة بعد إغلاق مداخل القرية ليلتف حول العديد من القرى ليصل للطريق المؤدية لمدينة رام الله.

بعد فترة بسيطة فتحوا أحد المداخل، لم تزل تلك المسافة من جدولنا ولكنها أصبحت أقصر من ذي قبل، وفي كل لحظة نمر فيها بجانب البوابة المغلقة في مدخل قرية النبي صالح الذي يؤدي لبلدتنا بيت ريما، أخاطب نفسي قائلا لماذا يعتمد الاحتلال ذلك النهج في العقاب وكيف لو اجتمع كل أهالي القرى احتجاجا وبكل قوة على هذه الإجراءات ويقوموا بفتح البوابة بنفسهم، أيعقل أن يستمر الاحتلال في انتهاج هذا الاسلوب، الذي باعتقادي اعتمدوه بسبب اللامبالاة التي تعتري عقول وصدور الفلسطينين.

نحن في كل حدث لو لاحظتم خاصة في الازمات والحالات التي تحتاج لجزء من الصبر و"طولة البال" نتقاتل فيما بيننا نتيجة ذلك، أليس الحاجز المقام على جسر عطارة أفضل الأمثلة على ذلك، في بعض الايام نتأخر في الجامعة للساعة الخامسة مساء وعند عودتنا للبيت لم نعد نتفاجئ بالحاجز الصهيوني الذي يوقفنا بشكل يومي تقريبا ويخنق حركة السير، وكيف نواجه نحن ذلك بالتعدي على بعضنا البعض وعدم احترام الآخرين فالكثير يأتي متأخرا ويتجاوز طابور كامل من السيارات ليحدث في ذلك أزمة على الجهة المقابلة للطريق ليقطع الطريق على السيارات الأخرى.

إذا كان الاحتلال يعاقبنا بشكل جماعي، وفي الوقت الذي نعاقب فيه أنفسنا نحن بشكل جماعي بدلا من الوقوف يدا بيد لتغير هذا الواقع من السيء للأفضل، لماذا لا نقهر ذلك المحتل بوقوفنا الاخلاقي بجانب بعضنا البعض؟ لماذا نشجع ذلك المحتل على عقابنا بمعاقبة أنفسنا لبعضنا البعض؟

"لا يعجز القوم إذا تعاونوا"؛ مثل عربي نسمعه كثيرا، لم نعد نلقي له بالا، ولاسيما الحكم والدلالات الدينية التي تحض على فكرة التعاون، هل من الكثير عليكم أن تشعروا وتتعاطفوا من أجل دمعة أم شهيد أو من أجل اشتياق أم لابنها الأسير، أليست تلك القبة الصفراء في القدس المحتلة والمسجد الابراهيمي الأسير كذلك بحاجة لتعاوننا، تلك الطفلة التي صرخت على شاطئ غزة خلال الحرب عليها بعدما سرقت الحرب عائلتها كاملة، اكثير عليها إن تعاوننا؟! أرجوكم حافظوا على قوميتنا وقيمنا بكونكم يدا واحدة في السراء والضراء من أجل أولئك الاطفال الذين ولدوا وآبائهم في السجون كونوا عوناً لبعضكم البعض.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...