كبار السن يسترجعون ذكرياتهم في أيامهم الرمضانية

2016-06-23 10:38:39

لؤي رجب/ غزة

"كان طعمه غير زمان، يا ابني!".. تمضي ذكريات الطفولة بحلوها ومرها. ومن أجمل ذكريات أيام الطفولة حلول شهر رمضان المبارك، وكلما تقدم بنا العمر، تمنينا أن نرجع إلى السنوات الجميلة؛ ذكريات الطفولة، ولمة العائلة، وضحكات الجيران، وموائد الرحمن.

وبحلول شهر الرحمة والغفران، أردنا أن نعرف كيف كان عليه أمر رمضان في الأيام الغابرة، بالحديث مع بعض كبار السن، الذين أخذوا يسترجعون أمامنا ذكرياتهم فيه، حيث يقول الحاج أبو عبد العزيز، 67 عاما، من مدينة غزة: "لرمضان أيام زمان طعمه الخاص، بدءا من الاستعدادات في البيت والشارع والمحلات التجارية، والأحاديث بيننا حين كنا صغارا عن الصيام، والهدايا التي نحصل عليها حين كنا نصوم يوما كاملا".

ويتابع: "كانت للسحور أجواؤه الخاصة، حيث كنا نركض في أزقة الحي خلف المسحراتي". ويبين أن الحياة كانت تتسم بالبسطاطة واللين، والجميع يحب الخير لغيره، والجار يساعد جاره.

مدينة العائلة الواحدة

ويتذكر أبو عبد العزيز رائحة الطعام الشهية في رمضان، التي رغم بساطتها، إلا أنها تترك أثرا كبيرا على النفوس، وهي تنبعث من نوافذ مطابخ الجيران، ويقول: "في الماضي كان الجميع يذهب لزيارة الأرحام، ويتبادل أطباق الطعام مع جيرانه، ويسأل عنهم". ويضيف: "كانت غزة مدينة الأسرة الواحدة، على عكس حال اليوم؛ حيث الكل مشغول بهمومه الحياتية".

ويشير إلى أن الكهرباء لم تكن قد وصلت إلى الحي الذي يقطن به، ولكن كان بائع القطائف كان يقف في محله مشعلا فانوسه، ويلتف الأطفال والرجال من حوله، إضافة إلى بائع الحمص والفول والفلافل الذي يتفنن في تزيين أطباقه للزبائن.

ولعل من أبرز مظاهر الاحتفال في شهر رمضان قديما، هو أن الناس كانوا ينتظرون المؤذن بفرح شديد حين يقف على المئذنة ليؤذن ، وحين ينطلق صوت المدفع مؤذنا بالإفطار، يهلل الجميع فرحا.

التماسك الاجتماعي

ومن جانبه يرى الحاج السبيعيني أسعد خضير من حي الشجاعية أن أجمل ما كان يميز شهر رمضان في الماضي هو التكافل الاجتماعي، وصلة الرحم والتسامح.

ويبين أن الهدايا كانت قديما عبارة عن كيس سكر، أو أرز، أو بقوليات، أو مربى، أو حلاوة، إضافة إلى اجتماع الرجال في ديوان العائلة للتسامر والإفطار معا،  ويقول: " كل جار يذهب بصحن من طعامه إلى ذلك الديوان كتعبير عن المحبة".

عادة الختمة

ومارس الغزيون عادة تسمى "الختمة"، حيث تمتلئ الأحياء كل يوم بأفواج من الفقراء والمحتاجين متوجهين لمنزل أحد الأشخاص لتناول طعام الإفطار عنده كصدقة جارية عن روح والده أو والدته، ويذكر خضير أن والده رحمه الله كان يقوم كل عام في شهر رمضان بدعوة الفقراء والمساكين في الحي لتناول طعام الإفطار.

مذاق آخر

في حين تبين خيرية حمدان، 80 عاما، من شرق مدينة غزة، أن رمضان كان يتسم بنكهة خاصة تميزه عن رمضان في الوقت الحالي، وتشير إلى فرحة الصغار بمجرد اقتراب الشهر المبارك، حيث يقومون بصنع الفوانيس من علب "البيبسي" داخلها شمعة، استعدادا للانطلاق على البيوت.

وتذكر حمدان بعضا من طقوس رمضان التي كانت تشعرها ببهجة الشهر الفضيل، مثل أغاني رمضان الخالدة، ومنها "وحوي يا وحوي"، و"حالو يا حالو"، وغيرهما.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...