كرة القدم...رياضة أم بزنس؟!

2015-12-21 09:59:25

علي أبو كباش/ الخليل

يوصف عصرنا الحالي بأنه مادي بامتياز، والعملة أوكسجين لكافة مناحيه. ولا تحيد لعبة كرة القدم عن هذه القاعدة بل أضحت غير قابلة للحياة دون أن تتنفس المال لتستمر في ظل العولمة ورأس المال والتجارة وحقوق البث ومتاجر الأندية وفانيلات اللآعبين، والإعلانات التجارية.

ماذا يصنع المال؟!

لقد شن المال هجوما كاسحا على الملاعب العالمية، وأصبح العامل الرئيس في صناعة النجوم، وهو المدافع الرئيس في كل ملعب كرة قدم، وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم. وقبل سنوات قليلة، وعلى مشارف القرن الحادي والعشرين شهدت كرة القدم بداية حقبة الاستثمارات، وأفضل تعبير لهذا كلمات تقول:"كان قديما في ملاعب كرة القدم 11 لاعبا يتنافسون في مبارة كرة القدم، أما اليوم ففي كل ملعب كرة قدم 11 رجل أعمال يلعبون الفوتبول".

وبدأت الأندية تتحول إلى شركات مساهمة ربحية من عملية بيع اللاعبين وشرائهم، وتسويق منتجات النادي عن طريق رموز اللعبة المتواجدين في كل فريق عالمي؛ كميسي وكريستيانو رونالدو، وسواريز، ونيمار، وأغويرو، وواين روني والعديد من النجوم غيرهم.

من أين كانت البداية ؟!

ولكن أول من بدأ عالم الرأسمالية في عالم الساحرة المستديرة كان الأندية الإنكليزية، حيث يعتبر الدوري الإنجليزي أعلى البطولات أجرا، من حيث بيع حقوق النقل التلفزيوني، والعائد على الأندية وفير جدا؛ لأن العائدات توزع بالتساوي على أندية كرة القدم في الـ"بريميير ليغ"، سواء أكان الفريق في أول الترتيب أم آخره. والكل يناله نصيب وافر من حقوق نقل المباريات تلفزيونيا. ولعل العرب من أكثر من يدفعون لشراء حقوق بطولة معينة دون حساب حتى لعوائد الربح.

ويعتمد الدوري الألماني بشكل كبير على مداخيل الجماهير في حصص الأندية. وهناك اعتماد كبيرعلى عالم المراهنات والإعلان التجاري والبيع، ضمن متاجر خاصة للأندية العملاقة؛ كبايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند، وكذلك الشراكة مع شركات ضخمة تعلن على قميص النادي مقابل مبالغ ضخمة في ظل وجود مدارس كروية تصنع نجوما.

المدارس الكروية مصنع النجوم والأموال

في إنجلترا بدأوا يفتتحون مدارس كروية، ويستقطبون لاعبين من كل أطياف العالم، يكتشفونهم ويعلمونهم ويصقلون مهاراتهم، ثم يبيعيونهم بمئات الملايين، حيث يعتبر مانشستر يونايتد الأول في هذه اللعبة، والثاني فريق المدفعجية آرسنال. ونقلت أندية ليفربول وتوتنهام وتشلسي وغيرها هذه اللعبة المالية إلى مسارحها؛ لتجني الأموال. ولكن ما يحصل في إسبانيا مختلف تماما؛ ففي مدرسة لاماسيا الخاصة ببرشلونة، يتم استقطاب النجوم فقط ليبقوا في البيت الكتالوني ولا يغادرونه. وكذلك الحال بالنسبة لريال مدريد في فريق الكاستيا الذي يطبخ النجوم من أجل المستقبل في العملاق الملكي. ولكن يتم أحيانا بيع اللاعبين الذي لا يرى النادي فيهم مستقبلا كبيرا، بأسعار عادية؛ لأن ريال وبرشلونة يلعبان ألعابا تجارية أخرى تجني لهم المليارات، فما بالك حين يتم شراء 70 مليون قميص لميسي أو رونالدو في السنة الواحدة، وبسعر القميص الأصلي 75 يورو!

رؤساؤها أصحاب ملايين

إن معظم الأندية العالمية تتوجه ليكون رؤساؤها أصحاب ملايين؛ لتستمر في الوقوف على قدميها، وليس كما يحصل في إيطاليا في ظل تراجع الرياضة هناك بعد أن كانت الرأسمالية قد بدأت أصلا عند الطليان. لكن تراجع الكرة في هذه الدولة وانتقالها إلى إنجلترا وإسبانيا وألمانيا، بوجود أصحاب المليارات في إدارات تلك الأندية الكبيرة جعلها بالفعل شركات رأسمالية بامتياز، بل أقرب إلى بنوك تجارية.

ولكن عالم الرأسمالية سيقل ويأفل نجمه، ما دام يعتمد على المال، وليس على صناعة ما يجني المال، وهو العامل الأول في صناعة النجوم واستقطابهم وتدريبهم وإنتاجهم في مصانع كروية بإشراف المهرة الكبار وأصحاب الخبرة. حينها سيستمر النادي قويا، ويبقى المال متوفرا. ولأن المال ينفد وينتهي إذا ما رأى صاحبه عائدا أفضل فسيترك خلفه كل هذه الأعباء وسرعان ما تتراجع أي مؤسسة كروية عالمية مهما كان حجمها؛ ومن إيطاليا يأتي ميلان مثالا كبيرا، وهو صاحب سبعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وعشرات الألقاب الإيطالية، وكذلك الإنتر الذي تراجع بشكل كبير.

ضخ المال.. أعادهم!

وفي فرنسا صعد نادي المال باريس سان جيرمان، الذي لم يكن حاضرا في ساحة الأبطال قبل ضخ الأموال القطرية في خزانته، وتراجع ليون ومارسيليا وبوردو وغيرها. وفي إنجلترا كان مانشستر سيتي غائبا لسنوات، ولكن حين تدفقت عليه أموال الإمارات العربية، أصبح في القمة، وعاد للألقاب؛ لأن هناك ملايين تتحرك على أرض الملعب، أي نجوم لا يقل سعر بعضهم عن 70 مليون يورو.

وتبقى إسبانيا حالة خاصة بوجود نجوم كبار لهم باع وذراع في مداخيل ناديين عملاقين كريال مدريد وبرشلونة، وأتى أتلتيكو مدريد إلى الساحة مؤخرا، رغم تأخر إسبانيا اقتصاديا هذه الأيام. ولكن البقاء للأقوى؛ للأندية الكبرى التي تملك جامعات ومدارس كروية تصنع النجوم... وغير ذلك إلى زوال.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...