مسلمة ومسيحي يحاربان التطرف بالتعايش السلمي

2019-03-05 12:55:18

محمد طلعت/ مراسل مجلة علي صوتك في مصر،

يعد صعيد مصر، بداية من بني سويف حتى حلايب وشلاتين منبع للفكر الازدواجي، وتكثر فيه المشكلات الطائفية، في ظل غياب التعليم، وسيطرة الجماعات الدينية، ومن هنا نجد أن الفتن الطائفية بين المسيحيين والمسلمين غالبا تنبت من بعض أهل الصعيد، حتى أن الدولة بدأت تتخذ اجراءات صارمة للحفاظ على حياة المصريين، ومنذ عام ظهرت مبادرة شبابية بعنوان"التعايش السلمي"، نجحت في أن تبدأ بغرز عقيدة المحبة والسلام في أطفال قرية حجازة بمدينة قوص التابعة لمحافظة قنا.

تهدف مبادرة التعايش السلمي التي اطلقها كل من الشاب المسيحي سامح ثابت، والفتاة المسلمة هويدا محمدا، إلى نبذ العنف بجميع أشكاله داخل المجتمع وخاصة في الصعيد، وخلق جيل قادر على قبول الآخر باختلافة (الديني - النوعي)، وزرع القيم والمبادئ الإنسانية داخل المجتمع، ونشر نهج التعايش السلمي والمجتمعي داخل الصعيد. 

وبدأت المبادرة داخل قرية حجازة وهي مسقط رأس هويدا الفتاة الشريك المؤسس للمبادرة، وتم الإعتماد على الأطفال صغار السن لإيمانهم بأن التغيير يبدأ من الجذور، ونجحوا في تجميع عدد لا بأس به من أبناء القرية مسلمين ومسيحيين، وذلك من أجل غرس التقارب بينهم فكريًا، من أجل جيل يحترم ويقبل الآخر بالمحبة والعدل.

وتشير هويدا إلى أنها تربت على ان لا فرق بين مسلم ومسيحي، وأنها تسعى من خلال المبادرة أن تعود بالماضي الجميل والأمن والسلام بين الطرفين في صعيد مصر، بعد أن أشعل أهل الفتنة الأجواء، ونجحوامن خلال مبادرتهم أن يأسسوا فريق كرة قدم للبنات، ويتشارك به المسلمات والمسيحيين ويلعبون ويتدربون داخل الكنيسة التي رحبت بالمبادرة أيضًا وسخرت ما تستطيع من امكانياتها من أجل نجاحها.

وأضاف سامح ثابت، أنه تربى في منزله على أنهم مصريون، والمسلم والمسيحي نسيج واحد، لا تفرقة بينهم، ولا يفتقروا إلا عند ممارسة كل شخص لعقائده الدينية، سواء في المسجد أو الكنيسة، والجميع يتظلل تحت مظلة اله واحد، برسائل سماوية تؤمن بالمحبة والسلام والصدق، موضحًا أن ما أصاب المجتمع من فتور وفتن بأنه مرض وعلى الجميع معالجته قبل أن يتفاقم ويتغلغل في سائر أنحاء الوطن.

وتقول هويدا:"في فترة حكم جماعة الإخوان الارهابية، كانت هناك محاولات للوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، وكان لابد بعد رحيلهم أن يمم تجميع ما تبقى من القلوب الصافية لحمايتهم من الفكر المتطرف والتشدد، وبالفعل تم انشاء مبادرة التعايش السلمي والتي رسمت مبادئها الأولية بأن يتم حث الجميع دون تفرقة على نشر التعايش السلمي وقبول الآخر، واعدين أنفسهم بأن تكون ذات تأثير مجتمعي يشعر به الأطفال وذويهم.

ومن ضمن فعاليات المبادرة، إقامة سامح مائدة المحبة داخل كنيسة قوص في شهر رمضان الماضي، والتي دعا إليها العشرات من أهالي قرية حجازة، وشارك أطفال المبادرة بالتجهيزات، ولم يشعر أي أحدًا بالفرق بين الطرفين، كما أنهم صاموا معهم في ذلك اليوم تقديرًا لهم ولاشعارهم بالمحبة والسلام، وهو ما كان له صدى كبير بين أبناء القرية وما حولها.

وأشارت هويدا، إلى أن انشاء فريق كرة قدم للفتيات الصغيرات كان له دور قوي في انماء الحب وتحقيق التقارب بين الأهالي، الذي بدا وضحا  خلال مشاركة أبناءهم معًا في اللهو واللعب، وأصبح للمسيحية أصدقاء مسلمات، والعكس صحيح، موضحة أن الفريق دخل مسابقة في المبادرات المجتمعية بمهرجان "بنكمل بعض" التابع لوزارة الشباب والرياضة وحصدوا المركز الأول للمبادرات المجتمعية لعام 2018.

 

- صورة من الإنترنت.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...