علي أبو كباش/ الخليل
عانى النادي الملكي، ريال مدريد، في الموسم الماضي في أوضاع صعبة، وخيب آمال جماهيره. ولكن ذلك الموسم انتهى بحلوه ومره، وبدأ الريال أمام خيخون في موسم 2015/2016 في ذات الحالة التي لا ترضي الجمهور العاشق للريال، حتى الأسبوع الثاني من الليغا، حين أبهرنا بخماسية دراماتيكية في مرمى بيتيس الأندلسي، تداول على تسجيلها خاميس رودريغيز؛ النجم الذي قالوا عنه إنه لا يقبل أن يسجل أهدافا عادية، وغاريث بيل؛ الذي استفاق إفاقة صاروخية بكراته اللولبية الملتهبة، وتسجيله الأهداف، مع وجود اللمسة الفرنسية الأنيقة لكريم بنزيمة؛ الذي سجل هدفا رأسيا أيضا.
انتهى الموسم الماضي دون تحقيق أي بطولة للريال، ووصل إلى نصف نهائي الأبطال، وكان وصيفا في الدوري الإسباني. وبعد كل ذلك سرعان ما اتخذت إدارة الملكي الإجراءات، وتمت إقالة صاحب العاشرة، انشيلوتي، وأتى بينيتيز بديلا عنه. بينيتيز الذي فشل مع الإنتر ونابولي وتشيلسي، ولم تتجاوز أعلى نسبة انتصارات للرجل 62%. لكن الملفت هو أن رافا نجح مع فالنسيا، وتمكن من حسم الدوري وكأس الاتحاد الأوروبي؛ يوروبا ليغ حاليا،إضافة إلى نجاحه التاريخي مع ليفربول أمام الميلان في نهائي إسطنبول التركية. ومما لا شك فيه أن المسؤولية على بينيتيز كبيرة جدا؛ فهل سيبهر الإسبان ويغاير توقعات الصحفيين الذين طالما بحثوا لصحفهم عن الإشاعات لإشباع رغبات قراء الصحافة الصفراء؟ حتى هذه اللحظة هنالك فريقان: أحدهما مؤيد، وآخر معارض لبينيتيز.
رحل إيكر كاسياس وقال للصحافة:"غادرت قصر الملك لكي أتنفس". ولا معنى لهذا الكلام سوى أن اللاعب كان مقهورا ومضغوطا، وقد رأينا مستوى الحارس كيلور نافاس، الذي سرعان ما تم غرق الصفقة المفاجئة بين الريال ومانشستر يونايتد، التي تنص على تبادل نافاس ودي خيا، الذي قال في 2011: "لو منحني ريال مدريد شيكا على بياض فلن ألعب له". وسرعان ما تغيرت الأمور، لكنها لم تأت بحجم التوقعات؛ فالأخبار التي وردت إلى الصحافة العالمية، تشير إلى أن النادي الملكي في تمام الساعة 23:59 من ليلة الاثنين أرسل عقد دي خيا إلى رابطة الدوري الإسباني للمحترفين. لكن العديد من المصادر أكدت أن ريال مدريد أرسل الوثائق المطلوبة لإدراج دي خيا في قائمته بعد 28 دقيقة من إغلاق فترة الانتقالات الصيفية.
لا أحد يعرف الخلل الحقيقي حتى الآن. ولكن رب ضارة نافعة؛ لأنني أرى في الكوستاريكي كيلور نافاس حارسا ماهرا جدا، يذود عن المرمى بتكتيك مرتفع للغاية. أما خط دفاع الملكي فقد أصبح مكتملا بقدوم المتألق ظهير أيمن بورتو دانييلو، بصفقة قيمتها 32 مليون يورو، الذي سرعان ما أخذ مكان أربيلوا غير المرضي عنه جماهيريا. وربما ستنحصر المنافسة بين كارفاخال ودانيلو، أما بقية أفراد الدفاع فهم متميزون جدا. وعندما تتحدث عن خط الوسط فستصاب بالذهول لوجود أسماء نحتت لتبهر في الملعب؛ فهناك خيمس ومودريتش وإيسكو وكروس وأتى كاسيميرو الصغير. ولكن المشكلة تكمن في عدم تعويض مكان الراحل عن النادي تشافي ألونسو، الذي يعني أن لاعب الارتكاز وقاطع الكرات غائب. أما هجوميا فهناك صاروخ ماديرا الباحث لأول مرة عن كسر كل الأرقام حين يسجل أكثر من عشرة أهداف في الليغا، فقد أصبح الهداف التاريخي لريال مدريد وتجاوز راؤول غونزاليس. وإلى جانبه الطائرة الويلزية الحربية غاريث بيل، الذي بدأ يقصف الجبهات بشكل محكم. ولكن مع وجود بنزيمة الذي يريح وجوده رونالدو، لا يمكن للهجوم أن يكتمل سوى بوجود مهاجم واحد فقط، مهمته الأساس الهجوم وغزو الشباك دون ارتباك. ورغم كل ذلك فإن زبدة القضية تتجلى في هذا الطرح: هل سيستمر ريال مدريد بشكله الجديد في الانتصارات وغزو الفرق الإسبانية وسحق الأوروبية في الأبطال؟ كل هذا وغيره سنراه في قادم المواعيد.
