فرح قنديل
يشهد العالم في عصرنا الحالي تطورات تكنولوجية مستمرة ومتسارعة، ولا يمكن إغفال دور التكنولوجيا في تحسين وتطوير العمل الصحفي. واستخدام التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في الصحافة لا يقتصر على تقديم أدوات وتقنيات جديدة، بل يعد تحولًا شاملًا في طريقة تفكير وعمل الصحفيين.
ويسعى الصحفيون حول العالم إلى استخدام التكنولوجيا بشكل متقدم؛ لتحسين فكرة ومخرجات العمل الصحفي وتطوير مهاراتهم؛ بهدف تقديم محتوى أكثر جودة وجاذبية للقراء. فقد انتشرت منصات البودكاست ووسائل التواصل الاجتماعي، وأدوات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في السنوات الأخيرة لتصبح جزء من المشهد الإعلامي المستقبلي.
يوضح إبراهيم العكة؛ الدكتور والمحاضر في قسم الصحافة في جامعة النجاح الوطنية بأن مهنة الصحافة تأثرت بشكل كبير بالتطور التكنولوجي، وقد يعتبر البعض هذا التطور تهديدًا للمهنة التقليدية للصحفيين والعمل الصحفي. إلا أنه لا يمكننا إغفال حقيقة أن التطور التكنولوجي ساهم في تحسين وتطوير عمل الصحافة بشكل مبتكر وفعال.
وأضاف العكة "إن التكنولوجيا الحديثة لا تلغي دور الصحافة، بل أدت إلى تطويرها وتعزيزها بشكل أكبر".
وأشار العكة بأنه يجب أن نكون حذرين وواعين للتحديات والتهديدات المحتملة التي قد يثيرها تقدم التكنولوجيا في مجال الصحافة والإعلام، وأن نعمل على تطوير إطارات عمل وأخلاقيات تجاه هذه التطورات؛ لضمان استمرارية تقديم المعلومات بموضوعية للجمهور والمجتمع بشكل عام.
ولاستخدام التكنولوجيا في مجال الصحافة دور في توفير أدوات مساعدة وتختصر الوقت والجهد: مثل تحليل البيانات الضخمة، وجمع المعلومات بسرعة وكفاءة أكبر، سواء من خلال الإنترنت، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى البرامج المخصصة لتحليل البيانات، واستخراج المعلومات الضرورية، ما زاد من دقة وفاعلية عمل الصحفيين.
كما سهلت التكنولوجيا على الصحفي الوصول والتواصل مع المصادر، وإجراء المقابلات عن بعد، والتفاعل مع القراء والمشاهدين من خلال تقنيات البث المباشر، ووسعت من دائرة الوصول للمحتوى الصحفي، كما أنها ساعدت الصحفيين بشكل أساسي على فهم تفاعل الجمهور مع المحتوى، وتحديد الاتجاهات والموضوعات الأكثر شعبية واهتمامًا؛ مما يساعد في تحسين استراتيجيات العمل الصحفي.