العمل الحر نافذة الشباب الجديدة لخلق الفرص وتحقيق الذوات

2020-12-10 11:19:28

علاء دردونة/غزة

   بعد محاولات عديدة للبحث عن عمل وإيجاد مصدرًا للدخل نتيجة لشُح الفرص، تمكن الشاب علاء أبو نعمة، من إيجاد فرصة لتحقيق هدفه بالعمل عبر الإنترنت، ليلتحق بركب العاملين عبر الشبكة العنكبوتية، وينضم إلى فضاء العمل الخارجي.

   يقول أبو نعمة (26 عامًا)، خريج الإعلام والاتصال الجماهيري، من جامعة الأزهر بغزة، "إنه يعمل في مجال التصميم الجرافيكي عبر الإنترنت، ما مكنه من إيجاد فرصة للدخل، علمًا أن الآلاف من فئة الشباب وخريجي الجامعات الفلسطينية يعانون من ندرة فرص التوظيف نظرًا للظروف المعيشية القاهرة التي تعصف بالبلاد.

   ويضيف أبو نعمة: "التحقت بدبلومة التدريب التقني والعمل الحر للتصميم الجرافيكي نهاية عام 2019، وبلغت تكلفتها 100 دولار لثلاثة شهور، ثم عملت عبر منصة تويتر لتسويق أعمالي في مجال تصميم الشعارات والهويات البصرية الخاصة بالمؤسسات والشركات، والإعلانات التجارية إلى جانب إنتاج تصميم فيديوهات عبر برامج خاصة بالتصميم، ومن هنا انطلق عملي الحر، وأتاح لي فرصة التواصل مع العالم الخارجي".

   ويوضح أن العمل الحر ساهم في تحسين أوضاعه المادية، كونه يمنح الشخص ممارسة مهارته من داخل منزله، وهو بديل للوظائف التقليدية التي يداوم فيها الموظفون داخل المؤسسات، وفقًا لتعبيره.

   وحول صعوبات العمل الحر، يفيد أبو نعمة، بأنه بمثابة وظيفة مستقلة لالتزم بمعايير حتمية، ولا يشترط الارتباط بالعمل دائما؛ فهي عبارة عن وظيفة مؤقتة، لا يوجد راتب ثابت فيها، إنما يكون العمل بنظام القطعة.

طبيعة ومتطلبات

   الخبير والمدرب في مجال العمل الحر وريادة الأعمال، صلاح أحمد، يوضح أن العمل الحر هو شخص لديه مهارة ومتمكن منها، كالبرمجة، والتصميم، والكتابة الإبداعية، والتسويق الالكتروني، وغيرها من المجالات، ولديه الرغبة في تقديمها لزبائن خارج الوطن، فيجد الحرية في اختيار المكان والزبائن، وعادة ما يتم هذا عن طريق منصات متخصصة يتم عرض المشاريع عليها.

   ويوضح بأن العمل الحر عمل شريف يعتمد على امتلاك مهارة وتوجيهها الى مكانها السليم، فإذا كان الشخص ماهرًا ومحترفًا فلديه القدرة على امتهان هذا العمل.

   ويتابع أحمد في حديثه لمجلة (عليّ صوتك): "يتطلب من ممتهن العمل عبر الإنترنت التمكن من مهارته فليس بمقدور الجميع الخوض في هذا المجال؛ فالشخص صاحب المهارة المبتدئة لا مكان له فيه، كون الزبائن يتعاملون مع الأشخاص ذوي المهارة العالية والأسعار المناسبة، فعليه التطوير من مهارته ليصل لمستوى المتوسط إلى المحترف، ناهيك عن أهمية الشغف في العمل وإجادة اللغة الإنجليزية، حتى يتمكن الشخص من مشاركة مهارته والتطوير من نفسه بشكل دائم، والتعامل مع المنصات العربية والأجنبية للوصول للزبائن وتقديم خدمته".

توجهٌ وعلاقة

   يُرجع الخبير والمدرب في مجال العمل الحر، توجه الشباب الكبير للعمل عبر الشبكة العنكبوتية، لضيق السوق المحلي فخبراتهم تتفوق على السوق المحلي، وبالتالي يلجأون للتعرف على ثقافات جديدة والعمل في الأسواق الجديدة من أجل صنع دخل أكبر باحثين عن تحقيق ذواتهم.

    واستطرد حديثه قائلًا "الحصار الإسرائيلي" على قطاع غزة والضعف الاقتصادي يؤديان لقلة الوظائف، وبالتالي اللجوء إلى السوق الخارجي، ومع ذلك فليس بمقدور الجميع امتهان العمل الحر إلا من هو على قدر من الاحترافية.

   وبرأيه لا علاقة كبيرة جدًا ما بين العمل عبر الانترنت والحصار والوضع الاقتصادي المتردي؛ كونه يعتمد على مهارة الشخص واحترافه، وهذا ما يميز شباب غزة، وعليه يتوجهون للعمل عبر منصات ومواقع متعددة، منها العربية ك (مستقل، خمسات، نفذلي ومنجز) والأجنبية ك (فري لانسر، آب وورك، قورو، وفايفر).

تدريب وعائدات

   يتلقى الأشخاص الراغبون في مشاركة مهاراتهم والتعامل مع العالم الخارجي وكسب العائدات المادية دورات تدريبية متخصصة في هذا المجال، ومنها المجانية والمقدمة من مؤسسات وجمعيات مختلفة، وفقًا لحديث أحمد لمراسلنا.

    وحول طبيعة وآلية تلك الدورات، يوضح أحمد أنه يتم تدريب الملتحقين فيها على كيفية إنشاء ملفاتهم الخاصة على المنصات وتطويرها بطريقة احترافية، وكيفية البحث على المشاريع المناسبة، واختيار الزبون المناسب والتواصل معه، وكتابة عرض سعر ممتاز، وآلية عمل وسيلة دفع مناسبة لاستقبال العائدات المادية منها، وكيفية الحفاظ على أخلاقيات العمل للحفاظ على أسمائهم كأصحاب مهارات ومقدمي خدمات، والحفاظ على اسم وطنهم فلسطين بعيدًا عن عمليات النصب والاحتيال.

   ويردف: "باستطاعة ممتهن العمل عبر الشبكة العنكبوتية الحصول على عائداته المادية (نتاج عمله) من خلال عدة وسائل، منها انشاء حساب في بنك فلسطين وحساب الشمول المالي وبطاقة البيونير، والسكريل (skrill) فهي متاحة لأي شخص يمتلك حساب في البنك، وكذلك بطاقة الباي بال (paypal) لكنها ليست موجودة في فلسطين ما يضطر بالعاملين لتسجيل حساباتهم من دولة الاحتلال (إسرائيل)".

ويشير أن هناك مشكلة بسيطة وهي أن بعض الحسابات لا تستقبل الأموال من المناطق العربية، فيتم استلامها باليد من قبل الأشخاص المقربين من الدرجة الأولى من خلال الويسترن يونيون، لكن هناك بعض الدول تسمح باستلام الويسترن يونيون (Westren Union) والماني قرام (MoneyGram) والحوالات على حساب البنك، ويحتاج الشخص لإثبات عمله مع جهة بعينها كإجراء قانوني.

  الخبير والمدرب في مجال العمل الحر، يشير إلى أن هناك بعضًا من السلبيات للعمل عبر الشبكة العنكبوتية، تكمن في عدم استقرار الدخل، فهناك أشهر يدخل على ممتهن العمل 500 دولار، وهناك أشهر 2000 دولار، وغير ذلك أقل وأكثر، مضيفًا أنه "لا يوجد له حقوق موظفين وتأمين صحي".

   ويتابع: "إذا استطاع الشخص الحصول على دخل كبير فهذا يمكنه من افتتاح مشاريع صغيرة والاستثمار فيها، كافتتاح شركة أو محل لبيع منتجات معينة، أو شراء سيارة أجرة، وغيرها من طرق الاستثمار وافتتاح المشاريع الصغيرة، ومن الممكن أن يصبح مدربًا، وبالتالي يُنصح الشباب أن يكون لديهم عمل آخر غي حياتهم، إلى جانب العمل عبر الشبكة العنكبوتية".

مصدر الصورة: الإنترنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...