"العنقاء" تحلق في سماء الفلكلور الفلسطيني

2017-01-14 12:57:58

علا حليلو/ غزة 

لا نتحدث هنا عن العنقاء بوصفه ذلك الطائر الخيالي الذي نسمع عنه في الحكايات والأساطير، وإنما عن فرقة فلكلورية اتخذته اسما لها، لتحلق في سماء الفن، وتسعى لإحياء التراث الوطني والحفاظ عليه، تماما كما يحيا الطائر من رماده؛ ليعانق السماء من جديد.

انطلقت فرقة العنقاء بإمكانياتها البسيطة عام 2005، وكانت عبارة عن مبادرة أطلقها الفنان عيد مصبح؛ مدرب الفرقة، ويصف محمد عبيد؛ المنسق الإعلامي للفرقة، تلك المرحلة قائلا: "بدأنا بعروض صغيرة قدمها ستة أشخاص فقط، وتابعنا مسيرتنا حتى أصبحنا 25 عضوا، بيننا سبع فتيات".

وتختلف تخصصات أعضاء الفرقة، ولكن جمعهم الموهبة في الدبكة والرقص الشعبي، ويميزهم العمل الدؤوب، والمثابرة، للخروج بعروض هي نتاج جهدهم الخاص، فمنهم من تخصص في اللغة العربية، ويساهم في كتابة الشعر والأعمال الفنية، ومنهم طالب الإعلام الذي يساهم في إخراج العروض، ومنهم من تخصص في الديكور ليساهم في تصميم ديكوراتها، كما ساعدت معرفتهم باللغة الإنجليزية في التواصل مع العالم الغربي.

أعمال وإنجازات

رغم التحديات والظروف الصعبة التي يعيش في ظلها مواطنو قطاع غزة، إلا أن فرقة العنقاء وضعت هدفا نصب عينيها، وأصرت على تحقيقه، وعكست هذه الظروف في أعمالها، حيث أوضح عبيد: "بعد كل عدوان إسرائيلي على القطاع كنا نقدم عرضا، فبعد عدوان 2008 قدمنا أوبريت "أبلغ حكاية"، وفي 2010 أوبريت "الصحة تنتصر"، وأوبريت احنا جنوبك" بعد العدوان الأخير، وقد تميز عن سابقاته بكونه خرج على أنقاض البيوت المدمرة، ووجهنا خلاله رسالة إلى العالم أجمع بأننا ما نزال نعيش ونحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا".

لعيونها... العمل الأبرز

"عيوننا إليك ترحل كل يوم"، غنتها فيروز فأطربت القلوب. لكن العنقاء رقصت لعيون القدس، وغنت لها، في العمل الفني "لعيونها"، الذي يوجه الأنظار إلى القدس، لترنو شوقا لرؤيتها. وكان الصباح جميلا على ضفاف الوادي وهم يغازلون الصبايا على أنغام "حلالي يا مالي". والرقص المعاصر بإيقاع شرقي على أنغام ومدلى "المهابيش" التي عبرت عن الحنين لرام الله، ورقصة "الأرغول" التي أداها رجال العنقاء بعباءاتهم الموشحة بالسواد؛ انتظارا لاسكتمال لوحتهم الفلكلورية في عرسهم الفلسطيني، وسمعوا أنين القدس وهي تدمع فغنوا: "عيوننا إليك ترحل كل يوم". واختتمت الفرقة عملها الفني بالرقصة الفلكلورية النهائية "شالت".

قضايا وعروض

لم يقل عرض "يرموكنا" الذي يحاكي مأساة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك أهمية عن العروض سابقة الذكر، إضافة إلى "للحلم بقية"، الذي تضمن ثلاث لوحات، تناولت كل لوحة جانبا من جوانب القضية الوطنية؛ كالوحدة، والشباب، والسلم، واللاجئين.

يضاف إلى ذلك اللوحة الفنية التي تم عرضها على شكل فيديو كليب تحت عنوان "غزة العزة" مع الفنان أحمد الداعور، كما تحيي الفرقة حفل التخرج في جامعة الأزهر كل عام.

الصعوبات

ولم يكن طريق العنقاء معبدا بالورود، ولم يخل من الصعوبات والمعيقات التي خلقت تحديا لأعضاء الفرقة، سواء أكان العائق ماديا أم عدم توافر الملابس الخاصة بالراقصين، أم عدم توافر مكان للتدريب، حيث تحدث عبيد عن ذلك فقال: "كان التمويل ذاتيا، ويعتمد على عوائد العروض، وكنا نستأجر الملابس، وواجهتنا صعوبة في تأمين الأحذية الفلكلورية التي كنا نحضرها من الضفة". ويتابع: "كنا نتدرب في بيت أحد الأعضاء، وكانت تدريباتنا هناك تقتصر على الشباب دون الفتيات"، حيث شكلت مشاركة الفتيات تحديا لنظرة الرفض في المجتمع لمشاركتها في مثل هذه الأعمال.

وتخطت الفرقة هذه الصعوبات، وأصبح لها اسم في عالم الفن التراثي، حيث يقول عبيد: "بعد أن قدمنا عروضا ضخمة لاقت رواجا، تخلصت الفتيات من الانتقادات؛ فقد كن يظهرن بالزي التراثي الفلسطيني؛ الثوب المطرز" الذي يحبه الجميع ويعرفون قيمته".

ويتمثل التحدي الأكبر في المشاركة الدولية للفرقة، الذي لم يكن سهلا في ظل إغلاق المعبر والحصار الدائم على القطاع، مما حال دون مشاركتها في خمسة عروض دولية في الأردن وأمريكا وغيرهما.

المرتبة الثالثة... ولم نحزن

ويجدر بالذكر أن فرقة العنقاء حصدت المرتبة الثالثة في مسابقة "تراثيات 2"، التي شاركت فيها احتراما للجمهور؛ فقد تمت دعوة الفرقة للمسابقة في آخر لحظة قبل انطلاق المسابقة، ولم تتمكن من الاستعداد، كما كانت لديهم ارتباطات أخرى، حيث قال عبيد: "لم نحزن بسبب النتيجة التي دفعتنا للتقدم، وبعد 15 يوما من ظهور النتيجة، قدمنا عرضا نال إعجاب الجميع؛ لنثبت أن إرضاء الناس هو هدفنا، وليس إحراز المراكز الأولى".

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...