الكاريكاتير..فن ورسالة

2015-03-13 09:41:51

ياسمين رباح/ غزة

ريشة الكاريكاتير الثائرة رأت النور منذ عهد الفراعنة، إشباعا لرغبة الفنان في نقد أصحاب السيادة والعروش، فغنيت جدران المعابد برموزه البسيطة، ليحذو حذوهم اليونانيون، الذين صاغوا تاريخ فن الكاريكاتير، فوصل إلينا رسما تخطيطيا بسيطا، وتعليقا ساخرا، يطلق  معاني بارعة، تسكن ذهن الإنسان، وتنفذ ببصره إلى نواة دائرة الواقع.

وفي فلسطين تآخذ  الأشياء شكلا مختلفا! صنعه الاحتلال الإسرائيلي؛ من ضياع وطن، وتشريد شعب، ومعاناة من ظلم واضطهاد؛ لكون لفن الكاريكاتير رسالته الخاصة إلى العالم ومرآة واقعه برؤية ناقدة.

أبو النون

محمد النمنم، الذي  اشتهربـ"أبو النون"، هو رسام كاريكاتيرفلسطيني، يبلغ من العمر 27 عاما، يعيش في مخيم الشاطئ بغزة، يعبر في رسوماته عن  ذاته ووطنه. ويقول: "درست الهندسة الزراعية بناء على رغبة أهلي، لكنها لم تشبع رغبتي بإحداث التغيير، وإيصال صوتي؛ لذلك تركت الهندسة، وتفرغت الكايكارتير ".

فلسطينية

يري أبو النون أن الكاريكاتير في فلسطين يعبر بصدق عما يحدث، وهذا من شأنه أن يزيد حجم المسؤولية على عاتق رسام الكاريكاتير الفلسطيني؛ "لأنه يناقش قضايا اجتماعية؛ كالبطالة والفقر، وأخري سياسية؛ كالمعابر وجدار الفصل العنصري". ويتوجب على الفنان الفلسطيني، كما يري "أبو النون"، أن يلامس الوقع ليعبر عن الوضع والقضية بمصداقية، ويقول : " على رسام الكاريكاتير متابعة زملائه والأخبار بشكل مستمر، وأن يكون على اطلاع بالمستجدات"، ومؤكدا أن ذلك "يولد الفكرة". ويقول: " أستمدها من الشعب". ويوضح بأن "الابتسامة ليست هدف الكاريكاتير، وإنما الرسالة أو النقد المرتبطان به". وحين تهيمن السياسة على الكاريكاتير، وتتحكم فيه، "يمكن أن يتلقي الرسامون تهديدات على حياتهم".

موهبة بلا دعم

وعن المشاكل التي تواجه الفنان الكاريكاتير الفلسطيني فإنها حسب أبو النون تتمثل في عدم اهتمام الجهات الرسمية بإقامة المعارض محليا وعالميا، وعدم وجود مؤسسات تتبني المواهب الشابة؛ مما يدفع بمعظم الفنانين إلى بيع  رسوماتهم.رغم وجود بعض المراكز التي تنظم دورات في فن الكرتون.

ويقول: "يتوجب على مجتمعنا إقامة مدارس لتعليمه، وتنظيم حملات توعية لأهميته كسلاح في عالم المقروء والمرئي". ويري بأن التكنولوجيا، وخصوصا الإنترنت، ساعدت كثيرا على إحداث التواصل رغم الحواجز والإغلاقات، وقد بدأ يخطط مع زملاء له لإقامة معرض للكاريكاتير، يضم رسومات لفنانين من قطاع غزة والضفة الغربية.

ألوان حرية

لا يستغرق فنان الكاريكاتير وقتا طويلا لرسم لوحته حين يجد الفكرة المناسبة، ويعبر عنها في الوقت المناسب، ومن ثم ينفذها، يقول "أبو النون": "يجب أن يتم التنفيذ بشكل ينسجم مع الفكرة". ويتابع: "وهذا يمنح الرسام حرية رسم الشخصيات كما يراها". لكنه يوضح بأن هذه الحرية تقف عند حدود المحرومات، التي يمكن أن تسبب الفتنة في المجتمع".

ويري بأن للكاريكاتير في فلسطين مستقبلا  رائعا؛ "لأن الأحداث تعد بيئة خصبة للأفكار".

ويفضل أبو النون بقاء الفنان في وطنه، وهو الذي عمل رساما لإحدى الصحف الخليجية، ويقول: "كان عملى جيدا، ولكنه لم يوصلني إلى هدفي". ويتابع: "لم أستطيع أن أعبر عن قضيتي بالشغل المطلوب"، فقد كان مضطرا للتركيز على الأحداث والقضايا الخاصة بدول الخليج، ولهذا قرر العودة والتفرغ للقضية".

وينصح أبو النون الشباب من عشاق المهنة قائلا: "قد تكون ملكة الرسم وحدها قادرة على إيصال الفكرة، ولكن التعليم والثقافة  يطوران الفنان وينميان موهبته".

الانتماء لفلسطين، والتمسك بقضيتها، جعلا "أبو  النون" وغيره من الذي يطلقون العنان لريشتهم أن تحفظ الكاريكاتير بهوية فلسطينية. ومع أن ناجي العلي، دفع حياته ثمنا لريشته الحرة، إلا ذلك لم يمنع الشباب من احتراف الكاريكاتير، حيث صنعت الإرادة المعجزات.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...