قمر الشريف وسجود حسين/ رام الله
دخل المحامي الفلسطيني فؤاد شحادة، 90 عاما، موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر ممارس لمهنة المحاماة؛ حيث عمل في المهنة ما يزيد عن 66 عاما، مستحقا بذلك اللقب بجدارة. ولد فؤاد شحادة في مدينة القدس عام 1925، لأبوين ناشطين سياسيين في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين.
وتلقى فؤاد شحادة تعليمه الابتدائي في مدرسة سانت جورج بالقدس وأنهى تعليمه منها ليكمل بعد ذلك دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت.
محاميا لامعا
كان شحادة يميل خلال فترة صباه إلى الصحافة متأثراً بذويه، ولكن لاحقاً جذبته مهنة المحاماة تأثراً بأعمامه الذي كان يعمل احدهم قاضياً والاخر محامياً.
بعد إكمال دراسته الجامعية عاد شحادة إلى القدس للالتحاق بمعهد الحقوق وتخرج منه قبيل انتهاء الانتداب البريطاني في فلسطين. وقد حصل على شهادة ممارسة المحاماة الصادرة عن حكومة فلسطين في الثالث عشر من مارس عام 1948، وكانت أولى خطواته في المحماة من خلال التحاقه بمكتب شقيقه عزيز شحادة وأصبح محامياً معروفاً في مدينة يافا الساحلية.
إنجازاته الفلسطينية
واستمر بممارسة مهنة المحاماة جنباً الى جنب مع شقيقه المرحوم عزيز شحادة حيث توليا معاً عدداً من القضايا المركزية في البلاد منها قضايا الأموال المجمدة وهي قضايا أقيمت ضد البنوك الأجنبية كبنك باركليز والبنك العثماني.
كما ونجح الاخوان في إزالة التجميد الذي وضعته حكومة إسرائيل على الأموال التي كانت تقدر في ذلك الوقت بالملايين، وكان لهم الدور الأبرز في العديد من الأعمال كبرى الشركات والمؤسسات المالية والمصرفية على مستوى المملكة.
وكان لشحادة البصمة الاولى في تأسيس عدد من الشركات الرائدة في العالم العربي كشركة الإتحاد الاتحاد الزراعي والتي كانت تعمل في ذلك الوقت في السوقين اللبناني والأردني، والشركة العربية للأدوية والتجارة والتي تعمل الآن في الأسواق الأردنية، والعراقية، واليمنية والليبية ويديرها من عمان ابنه وليد.
فقدانه للبصر ولأخيه زاده إصرارا
وفي تفانيه المخلص لعمله وأثناء توجهه لتمثيل أحد الموكلين في مدينة جنين تعرض فؤاد لحادث سير مؤسف كانت نتيجته فقدانه للبصر، إلا أن الفاجعة الحقيقة التي لحقت به هي اغتيال رفيق دربه بالمهنه أخيه عزيز شحاده على يد عميلاً للاحتلال الإسرائيلي.
رغم فقدان شحادة للبصر لم يفقده بصيرته وعزيمته، بل على العكس من ذلك كان هذا الأمر دافعاً له للاستمرار والبقاء على رأس عمله وفي المقدمة دائماً. والحفاظ على إرث شقيقه وشريك كفاحه عزيز والذي بقي اسمه حتى اليوم جزءاً من مكتب عزيز وفؤاد ورجا شحادة.
ومرت السنين، وها هو فؤاد شحادة المحامي المخضرم الذي يحمل رخصة ممارسة المحاماة من نقابات المحامين الفلسطينية والأردنية والإسرائيلي ة يدخل عامه الواحد بعد التسعين، مستمراً بالعطاء لم يتوقف يوماً عن العمل وخدمة الناس وزبائنه وموكليه ولا يزال اليوم كما بالأمس مفعماً بالنشاط، مليئاً بالأمل، متمسكاً بالكفاح.
ويمثل المكتب الذي يديره فؤاد شحادة اليوم عشرات الشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية والهيئات المحلية والجامعات والمؤسسات الدينية والاجتماعية والسفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية على مستوى الوطن بالإضافة الى عدد كبير من الشركات ومكاتب المحاماة العالمية التي تضع ثقتها به كل يوم لتمثيلها ورعاية مصالحها في فلسطين.