غدير منصور/ رام الله
أخيرا سيصبح التعليم أكثر متعة، ولن تملوا من سماع مدرسيكم طوال اليوم، وربما ستتذمرون بسبب انتهاء الدوام المدرسي؛ لأنكم لن تشعروا نهائيا بطول الحصص الدراسية السبع. لا تستغربوا، بل تابعوا القراءة، لأنكم أيضا لن تحلوا واجباتكم على الدفاتر، ولن تضطروا لحمل الحقائب المثقلة بالكتب والدفاتر؛ أي إنكم أخيرا ستتخلصون من آلام العمود الفقري.
كل ذلك وأكثر ستعيشونه حقيقة عندما تنضم مدارسكم قريبا إلى ركب المدارس الذكية في فلسطين، بعد أن يتم تجهيزها بالمعدات التكنولوجية اللازمة، ضمن مشروع «تعزيز التعليم الإلكتروني في المدارس الفلسطينية»، التي شرعت وزارة التربية والتعليم العالي بالتحضير له منذ خمس سنوات، وبدأ يطبق فعليا على عينة من المدارس، والبقية على الطريق.
وهذا يعني أن دروسكم ستنتقل قريبا من الكتاب إلى جهاز الحاسوب، لكن دون أن تتحول إلى مادة التكنولوجيا التي تصعب على أكثركم، بل على العكس ستكون أبسط وأكثر متعة، وستستخدم فيها أساليب وأنشطة مختلفة لن تشعرك بمرور الوقت.
دعوني أشرح لكم أكثر عن معنى «المدارس الذكية»، أو «التعليم الإلكتروني»، الذي يعني أنكم ستأخذون منهاجكم الدراسية من وراء جهاز حاسوب، وسيتحول مدرسوكم إلى ميسرين للعملية التعليمية، ولن يلقنوكم إياها، أي إنهم سيدلونكم كيف تبحثون عن المعلومات داخل مناهجكم وخارجها، ضمن محركات البحث، وستعرض دروسكم بالصوت والصورة، كما ستندمج مع ألعاب إلكترونية شائقة.
لتعرفوا أكثر عن إيجابيات التعليم الإلكتروني، ننقل لكم آراء أهل التجربة، من طالبات ومعلمات مدرسة بنات رام الله الثانوية، كما يوضحنها في فيلم عرض خلال احتفال بلدية رام الله بتدشين مدرسة بنات رام الله الثانوية كأول مدرسة ذكية في فلسطين.
خلاصة آراء طالبات المدرسة الذكية
كسرت التكنولوجيا ملل التعليم، فأصبح أكثر متعة بفضل الوسائط المستخدمة في نقل المعلومة، كالفيديوهات، والصور الثابتة والمتحركة، والتسجيلات صوتية، والألعاب الإلكترونية.
خلال التعليم الإلكتروني أصبحنا نستنج الإجابات والحلول في كافة المواد بسهولة، كما نستذكر المعلومات في الاختبارات بسرعة؛ لأن المواد راسخة في أذهاننا، وترتبط في ذاكرتنا بصور وأصوات وأفلام وثائقية وتعليمية مختلفة.
لم نعد مضطرات لتخيل حركة الخلية، أو تدفق الدم في الشرايين، فقد تجاوزنا مرحلة رؤية الصور الدلالية الصماء في الكتاب محاطة بشروح كثيرة، واستبدلناها بمشاهدة الأفلام العلمية التي تجسد كل ما هو مكتوب، فأصبحنا نشعر بقرب المادة الدراسية إلى حياتنا.
اكتسبنا مهارات تكنولوجية جديدة تتلاءم مع روح العصر، فلكل طالبة «إيميل» خاص بها على البوابة الإلكترونية «e school»، ونقوم بطباعة الإجابات إلكترونيا، كما إن استخدام محركات البحث أصبح جزءا أساسا من التعليم، إضافة إلى استخدامنا برامج وألعابا إلكترونية لم نكن نعرفها.
المعلمات يتحدثن عن أثر التعليم الإلكتروني
الدرس الذي كان يستغرق شرحه أربع ساعات، أصبح يحتاج منا إلى ساعة أو نصف ساعة، فلم نعد بحاجة للتكرار طالما أن المعلومة تصل سريعا.
كل حواس الطالبات تستثمر في العملية التعلمية، وبالتالي فإنهن ينخرطن في المنهاج ويفهمنه بشكل مثالي.
أصبحت الطالبات يتنافسن للإجابة عن الأسئلة ولا يتهربن منها، ولم تعد لدينا فجوة كبيرة بين مستويات الطلبة.
مع التعليم الإلكتروني لسنا بحاجة لكتابة الإجابة على اللوح وانتظار نقلها من الطالبات، فكلها مخزنة على البوابة الإلكترونية «e school».
في التعليم الإلكتروني أهالي الطلبة جزء من العملية التعليمية، وليسوا مراقبين لها عن بعد، فمن خلال البوابة الإلكترونية بإمكانهم رؤية علامات بناتهم وتفاعلهن داخل الصف دون الحاجة لزيارة المدرسة.
أكبر إنجاز لمسناه هو حب الطالبات للتعليم، فلم تعد المدرسة سجنا مملا، والواجبات هما ثقيلا ينفرن منه.
التعليم الإلكتروني جعل الطالبات يفكرن بطريقة مختلفة، ويطرحن أسئلة لافتة وذكية، وهذا يعود إلى الفهم الصحيح والتحليل العميق الذي اكتسبنه من المادة المزودة بفيديوهات؛ فعندما ترى الطالبة المعدة بلونها وتفاصيلها وطريقة عملها ستتوفر لها تفاصيل ومعطيات أكثر تثير التساؤل.
الطالبة التي تتغيب عن المدرسة لن تضطر للاتصال بزميلاتها لمعرفة تفاصيل الشرح وحل الإجابات والواجبات، فالبوابة الإلكترونية تفي بالغرض.