هديل طاهر/ رام الله
حياتنا متصلة بشكل كامل مع الإنترنت، حتى أصبحنا لا ننفصل عن أي جزء من أجزائه، فالإنترنت موجود معنا أينما تواجدنا: في حقبيتنا، وجيوبنا، وعلى مكتبنا، وفي الشارع. لذا استطاع بعض مستخدميها إيجاد طريقة لقضاء وقتهم والتميز وكسب المال في مكان وآن واحد.
فيما مضى استحوذت شركة غوغل Google على موقع يوتيوب الشهير، وكان خيارها موفقا، حيث بات هذا الموقع من أضخم مواقع الشبكة العنكبوتية، يؤمه الملايين المشتركين والمتابعين والزوار، ويحتوي على مليارات الفيديوهات المتنوعة، من الطبخ إلى صناعة السيارات.
وكموقع يحتوي على هذه الأعداد الهائلة، من الطبيعي أن تتخذ منه الشركات مكانا للدعاية لمنتجاتها، فأصبح يوتيوب والمشتركون الذين يضعون المحتويات المختلفة يجنون المال من الإعلانات المتنوعة للشركات التجارية، يحصل كل منهم على نسبة معينة حسب عدد مشاهدات الفيديو الواحد، أو يتم الدفع للمشتركين من لتجربة أنواع مختلفة من المنتجات، وإبداء الرأي بها في الفيديو الذي يتم عرضه.
وقد توجه الشباب الفلسطيني مؤخرا للخوض في هذه التجربة، فأصبح عدد منهم يصنع الفيديوهات ويحملها على الموقع، ولهم أهدافهم المختلفة، التي تتنوع بين الشهرة، وتعليم اللغات، ومشاركة الآخرين خصوصيات حياتهم، أما قسم آخر فيحاول توجيه رسالة الفلسطينين للعالم، ونقل ما يحصل من أحداث للخارج، وهناك فئة استخدمت اليوتيوب كوسيلة لها لجني المال.
يقول الدكتور نادر صالحة؛ أستاذ الإعلام الجديد، إن اليوتيوب وسيلة ناجحة لنقل محتوى جيد، والذين يكسبون المال منه يضعون محتويات مهمة، تجذب الجمهور، وجديدة، ومفيدة، وهذا ما يجذب المعلنين الذين سيدفعون ليضعوا إعلاناتهم على هذه الفيديوهات.
ويعرب عن مدى سعادته من موقف الشباب العربي عامة، والفلسطيني خاصة، الذين بدأوا بكسر حواجز البطالة بطرق مبدعة، وفعالة، وسهلة في التأثير على غيرها، وتعتبر هذه الطريقة الإلكترونية لكسب المال من الطرق السلسة المبتكرة التي تعكس مدى ذكاء المواطن في استخدام التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها لخدمة مصالحه.
مبالغ مالية طائلة يتم منحها شهريا للمشتركين في موقع يوتيوب بسبب الإعلانات، وآلاف الاتفاقيات التي يتم توقيعها هنا وهناك، فقد وجد فالمستفيدون من هذا الموقع طريقهم غير المألوف لربح أموال ليست بسيطة في وقت قصير بطريقة مبدعة، لكن يبقى المحتوى هو الأساس في تقييم الأعمال المختلفة، ويبقى له دوره في اختيار من سيكون المفضل التالي لدى المعلنين في اليوتيوب.