نضال خريوش / نابلس
يضطر كثير من الخريجين للعمل في وظائف تختلف في طبيعتها عن تخصصاتهم الجامعية. ويعزى هذا الأمر إلى تدني فرص الحصول على الوظائف في مختلف التخصصات التي يتعلمونها، وكذلك إلى ضيق سوق العمل في فلسطين. ولعل حاجة الشباب ورغبتهم في الحصول على دخل مادي لبناء مستقبلهم هو المحرك الذي يدفعهم للعمل في أي مجال آخر، كما حدث مع فراس عطاطرة، 25 عاما، من قرية يعبد بمحافظة جنين، الذي يعمل كمدخل للبيانات في ديوان الرقابة بمدينة رام الله، رغم أنه حاصل على درجة البكالوريوس في هندسة الاتصالات عام 2007 . ويشير إلى أنه لا يزال يبحث عن أي قشة يتعلق بها توصله إلى وظيفة في مجال دراسته، ويقول ": أنا مستعد للتخلي عن عملي الحالي في حال حصولي على عمل في مجال تخصصي". ويؤكد أن رغبته في الحصول على وظيفة تتماشى مع دراسته الجامعية، ترجع إلى أن العمل في مجال التخصص أفضل بكثير، حيث يقول: "العمل في مجال تخصصي يمنحني الخبرة والتطور، وفيه أجد راحتي النفسية".
أما بلال العيسة، 25 عاما، من قرية صانور قضاء جنين، فقد تخرج في تخصص برمجة الحاسوب عام 2007 ، ويشير إلى أنه متخوف من العمل كمدخل بيانات في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ويقول:"أعمل بعقد مؤقت منذ عامين تقريبا. وفي حالة انتهاء عقدي وعدم تمديده، فإن مصيري سيكون مجهولا؛ لذلك أحاول الحصول على فرصة عمل أخرى ". ويلمح أنه يفضل العمل خارج إطار تخصصه على أن يصبح عاطلا عن العمل، حيث يقول: "أحاول الحصول على عمل في مجال دراستي؛ فمن ناحية سأشعر أنني أعمل ضمن نطاق معرفتي، ومن ناحية أخرى سأشعر أن جهدي في الدراسة الجامعية لمدة أربعة أعوام لم يذهب هدرا ."
ويعمل إيهاب أبو مازن، 21 عاما، من نابلس، طباخا في مطعم، وهو يحمل شهادة الدبلوم في المحاسبة، ويقول: "العمل ليس عيبا، والعيب هو ألا توفر الحكومة فرص عمل ".
وتعتبر آلاء، 23 عاما، من طولكرم، أن عملها في الخياطة ممتع، رغم حبها للعمل في مجال تخصصها في التربية الرياضية. وتقول: "أردت أن أعمل في مجال تخصصي، ولكن ما باليد حيلة؛ لذا يجب أن أرضى بعملي في مجال الخياطة". وترى أن الشهادة الجامعية مجرد "سلاح لتأمين المستقبل ".
ويشير قصي صايل، 24 عاما، من قلقيلية، إلى أن محاولته للعمل بعد التخرج وصلت طريقا مسدودا نحو الوظيفة المثالية التي يطمح إليها، ويقول:"بعد التخرج قبل ثلاث سنوات حاولت أن أبحث عن عمل مؤقت أملا في الحصول على وظيفة تناسبني. وها أنا أعمل في مركز للإنترنت، رغم أنني أحمل شهادة في الإدارة ."
ورغم أن راتبه ممتاز، إلا أنه ما يزال يبحث عن عمل في مجال تخصصه. يظل هؤلاء الشباب معلقين بين طموحهم للعمل في مجال دراستهم، وتعلقهم بعملهم البديل الذي أصبح أساسيا لبعضهم، رغم مخاوفهم من عدم ديمومة أعمالهم البديلة، مهما درت عليهم رواتب جيدة. ويظل لسان حالهم يقول:"العمل ليس مخاوفهم من عدم ديمومة أعمالهم البديلة، مهما درت عليهم رواتب جيدة. ويظل لسان حالهم يقول:"العمل ليس عيبا، ومهما كان فإنه أفضل من البطالة .