تاريخ أمريكا العنصري ينجب حياة السود مهمة..!

2016-08-09 11:00:39

سوار أبو شمعة/ رام الله

في يوم 30 أكتوبر عام 2015، قام ناشطون من حركة "حياة السود مهمة" بمقاطعة خطاب لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، من خلال إنشاد بعض الأناشيد الخاصة بالحركة؛ احتجاجاعلى العنصرية اتجاه السود في الولايات المتحدة الأمريكية.

فيما كان من جانبها بأن ترد على هذه الاحتجاجات قائلة: " نعم إنها مهمة، وسوف أتكلم كثيرا عن ذلك بعد لحظة". ولكن مقاطعة كلينتون لم تتوقف ما جعلها ترفع صوتها محاولة منها لتغطية صوت المحتجين قائلة "سأصل الى بعض النقاط التي تثبت فعلا أن حياة السود مهمة، وأن علينا التحرك معا". وما قد يتوارد إلى أذهاننا سؤال: ما هي حركة " حياة السود مهمة "، وكيف تشكلت؟

حركة " حياة السود مهمة "؛ هي حركة تهدف إلى إحداث تغييرات اجتماعية وتغييرات في علاقات القوة ما بين العرق الأبيض والعرق الأسود في الولايات المتحدة.

نشأت الحركة عام 2012 بعد مقتل الشاب تريفون مارتن في سانفورد في ولاية فلوريدا الأمريكية. بعدما أصيب بعيار ناري أطلق عليه من سلاح شرطي أمريكي أبيض يسمى جورج زميرمن، والذي حكم عليه بالبراءة؛ فجاءت هذه الحركة كمحاولة للرد على تاريخ الولايات المتحدة العرقي العنصري الذي ما زالت جذوره تمتد حتى يومنا هذه.

لتجعل من الولايات المتحدة مكانا شهد على العديد من الأحداث التي قد تتشابه مع الحادثة السابقة أو تخالفها ولكنها في نهاية المطاف جميعا تتصف بالعنصرية. وبما أن حادثة قتل تريفون مارتن كانت لحظة اشتعال الحركة، ومن أهدافها: الاحتجاج على القتل غير المبرر والخارج عن القانون للسود الأمريكيين من قبل رجال الشرطة، وتوحيد المجتمع الأسود ودعوة لأن يكونوا صفا واحدا.

تدعم هذه الحركة جميع الفئات المهمشة بحسبهم؛ كالسود المثليين، والمتحولين جنسيا، والمعاقين منهم، والمهاجرين السود غير المسجلين أو غير المعترف بهم والنساء.

 وتقف الحركة ضد سياسات الأمريكية العنصرية التي تحرم السود من أبسط حقوقهم، من ضمنها: سياسات الإبادة الجماعية للسود وإفقارهم ماديا، سياسات العزل والتفرقة لـ 2.8 مليون أسود، سياسات العنف ضد الأطفال السود، واستغلال النساء السود والمفاوضة بهن أثناء الحروب والنزاعات، وغيرها العديد من السياسات، آملين بتحسين أوضاع السود وتشكيل مجتمع أسود لا يعاني من العنصرية في أمريكا.

هذا على المستوى الحاضر، أما بالنسبة للتاريخ الأمريكي فكان هناك العديد من الحركات المناهضة للسود وحقوقهم، والشخصيات التاريخية المهمة التي شكلت رمزا في دعم وتشكيل انتفاضات السود لنيل حقوقهم، ومن هؤلاء: مارتن لوثر كينج، ومالكوم اكس، هاتان الشخصيتان تعدان أيقونة للعدالة والثورة.

فمارتن لوثر كينج: ولد عام 1929 واغتيل عام 1968 من قبل أحد المتعصبين البيض يسمى جيمس إرل راي، في لحظات تأهبه التي كانت ما قبل ذهابه لقيادة مسيرة لتأييد إضراب جامعي نفايات. كينج فاز بجائزة نوبل للسلام وهو يؤمن بأن جميع الأفراد يستحقوا بأن يحصلوا على نفس الحقوق وأن يحصلوا عليها بطرق سلمية.

أما مالكوم إكس: اسمه الحقيقي مالكوم الصغير ولكنه غيره الى (إكس) إذ أن اسمه الأول كان دليل على العبودية، ولد عام 1925، وهو مسلم  ولقب بالحاج مالك الشباز واغتيل عام 1965 وهو يلقي محاضرة داعيا فيها للإسلام. وخلالها نشبت مشاجرة مفتعلة في الصف التاسع من الحضور ما أدى الى التفات الناس إليها، في حين اقترب رجل من المنصة وأطلق رصاصة على صدره تلاه رجلين أغرقوه بالرصاص حتى أنه أصيب بستة عشر رصاصة. وكان مع فكرة تحرر السود من العنصرية حتى لو كان ذلك بطرق عنيفة فهو كان مؤمن أن العنف هو الذي يخضع البيض وبأنهم لا يفهمون إلا لغة العنف.

هناك الكثير من الأمور التي تجمع بين الرجلين، أبسطها وأوضحها أنهما الاثنين عانيا بسبب العنصرية وأشكالها المتعددة بدءا بالكلام المسيء إلى الضرب المهين، والفقر، واللاستقرار وفناء منزل العائلة، وفقدان المقربين عليهم، وغيرها العديد من الأساليب وأعمال العنف العنصرية. ملاقي حتفهم قتلا قبل اتمامهم لعمر الأربعين أي بعمر الشباب.

ومع ذلك يشهد التاريخ على أنهم عملا على محاولة إنهاء العنصرية والتفرقة ونشر المساواة على مستوى دولي وكان ذلك بشجاعة وعزيمة خاصة عندما يتعلق الموضوع في توحيد وحشد ودفع المجتمع الأسود باتجاه التخلص من العبودية والعيش بسلام.

فماذا عن انطباعاتنا نحو الغرب وما يحاول الإعلام وخاصة الموجه منه بإعطائنا تلك الصورة الوردية عن أمريكا والتقدم الذي وصلت إليه بما فيها تلك القوانين الدولية التي تخص الإنسان والإنسانية، إلا أنها لم تستطع بعد التخلص من ظواهر أو مشاكل تهين الإنسان وقد وصلنا إلى القرن الواحد والعشرين ولا تزال تعاني الولايات المتحدة من مشاكل اجتماعية كالعنصرية سواء كانت عنصرية جندرية، أم طبقية أو حتى عرقية.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...