لميس أبو رحمة/ رام الله
"إذا عرفنا كيف فشلنا نفهم كيف ننجح" إرنست همنغواي
يواجه طلبة الثانوية العامة في مدرسة ذكور بلعين غرب رام الله في السنوات الأخيرة واحدة من أهم المشاكل في حياتهم الدراسية، ألا وهي ضعف التحصيل الدراسي، الذي يتذمر منه الأهالي والمدرسون على حد سواء. وفي هذا التقرير سنستوضح الأسباب والحلول المقترحة لهذه القضية.
وقد شهدت مدرسة ذكور بلعين الثانوية تراجعا في مستوى التحصيل التعليمي لدى طلبتها، فكانت نسبة النجاح في نتائج الثانوية العامة لعام 2016، 0% لمدرسة الذكور، مقارنة مع مدرسة الإناث التي كانت نسبه النجاح فيها 100%.
هذه النتيجة أثارت تساؤلا كبيرا بين أهالي قرية بلعين، وبدأ البحث عن أسباب هذا التراجع بعدما كانت المدرسة تحصل على أفضل النتائج في السنوات السابقة.
وعبرت الهيئة التدريسية عن استيائها لحصول المدرسة على هذه النتيجة المتدنية، بعد أن كان أعضاؤها يأملون في الخروج بنتائج مرضية للجميع. وهذا ما كتب على صفحة الفيس بوك الخاصة بالمدرسة أثناء ظهور نتائج الثانوية لهذا العام.
حيث يرى المعلم لؤي فلنة؛ مدرس الرياضيات في مدرسة الذكور، أن السبب الرئيس في حصول المدرسة على هذه النتيجة هو الطالب نفسه؛ "لأنه لا يهتم بالمواد الدراسية"، كما يقول، ويتابع: "ويواجه المعلم صعوبات كبيرة في التعامل مع الطلاب لعدم رغبتهم في الدراسة، وانشغالهم بأشياء ثانوية مثل قضاء أغلب الوقت في اللعب، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والإنترنت وغيرها".
كل ذلك يؤدي إلى تدني تحصيل الطالب الدراسي، وحصوله على علامات غير مرضية. وأضاف فلنة أن هناك تقصيرا كبيرا من أهالي الطلاب؛ "لأن المدرسة كانت ترسل لهم العديد من الدعوات لحضور الاجتماعات لوضعهم في صورة ما يحدث مع أبنائهم في المدرسة، وإطلاعهم على العلامات المتدنية التي كانوا يحصلون عليها، ولكن الهيئة التدريسية لم تلاق أي استجابة من أولياء الأمور".
ورغم كل ذلك لا يزال أهالي الطلبة يحملون الهيئة التدريسية سبب فشل أبنائهم، حيث يتابع فلنة حديثه قائلا: "خلال العام الماضي قمت وزميلي الأستاذ محمد فايز بتدريس الطالبات في مدرسة بنات بلعين الثانوية ولم يواجهنا أي صعوبة في التعامل معهن؛ لأن لديهن اهتماما كبيرا في التعليم والإصرار على النجاح"، ولكنهما لم يلاقيا ذلك الاهتمام عند طلاب الثانوية العامة في مدرسة الذكور.
أما بالنسبة لردة فعل أهل القرية على نتائج الذكور في الثانوية العامة فقد عبرت كلها عن خيبة الأمل، ووجه بعض الأهالي اللوم إلى إدارة المدرسة وأساتذتها، مطالبين بالعمل على تغيير الهيئة التدريسية، وألقى بعضهم الآخر باللوم على الطلاب وذويهم؛ لعدم المتابعة منذ بداية العام الدراسي.
وهذه أبرز التعليقات التي تداولت على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك يظهر فيها أراء سكان القرية حول نتائج الذكور في الثانوية العامة.
ويبين أحمد أبو رحمة؛ ممثل المجلس القروي في قرية بلعين، أن المجلس يتابع قضية التعليم في المدرسة، وهمه تحسين الشكل العام لها ليكون مريحا نفسيا للطلاب مما يشجعهم على الدراسة. وخلال العام قام المجلس بإجراء ترميمات داخل المدرسة بقيمة 250 ألف شيكل.
ويقول: "نحن كمجلس لا نحمل المسؤولية كاملة للهيئة التدريسية عن رسوب الطلاب، وإنما نحمل الطلاب وأولياء أمورهم جزءا من هذه المسؤولية؛ لأنه لم تكن هناك متابعة دورية من الأهالي لأبنائهم". ويتابع أبو رحمة قائلا: "سيتم تنظيم ورشة تحليلية تجمع مؤسسات المجتمع المحلي في القرية والتربية والتعليم، ومدرسة الذكور، وأهالي الطلبة للبحث في المشكلة بشكل عام وإيجاد الحلول المناسبة، ومتابعتها بشكل حثيث، إضافة إلى الحث على استخدام طرق التعليم البديلة التي يحبها الطلاب".
ويؤكد مدير مدرسة الذكور الحالي أ. محمد أبو شيخة أن هذه السنة ستكون مختلفة عن السنوات السابقة، حيث يقول: "أعمل حاليا كوني مديرا جديدا للمدرسة على دراسة الأسباب التي أدت إلى تدني المستوى الدراسي لطلبة الثانوية العامة"، ويضيف بأنه سيتم وضع خطة دراسية جديدة ومشتركة حول الوضع الأكاديمي في المدرسة للعمل على معالجة المشكلة من جذورها، وزيادة نسبة النجاح في السنوات القادمة.
يذكر أن هناك عملا مستمرا ما بين مدرسة ذكور بلعين الثانوية ومؤسسات المجتمع المحلي في القرية لحل قضية تراجع التحصيل الدراسي لدى طلاب الثانوية العامة.
ولكن يبقى السؤال مفتوحا، هل ستلاقي المدرسة هذا العام تقدما ونجاحا بخلاف الأعوام السابقة؟ أم إنها ستستمر على ما هي عليه؟