حواء تقتل ودمائها يهدر

2020-09-03 06:48:21

نغم كراجه/غزة

تُهمش حقوق المرأة في مجتمعنا غير المُنصف، وأصبحت تُقتل وتهدر دماؤها دون سابق إنذار تحت مُسمى " قضية شرف". العار الحقيقي هو أن يُستباح الدم ويُستهان به دون وضع حد للجناة، الغرابة هُنا أن المرأة تُقتل على يد ذويها، والغريب هو من يطالب بحقها وينصف قضيتها التي لا زالت قيد الإيقاف والتنفيذ.

في عُرفنا لكل حقٍ برهان ومن أقوى براهين حقوق المرأة هي وصية رسولنا الكريم في قوله:" واستوصوا بالنساء خيراً"، هنا اشتملت معاني الرأفة بالمرأة وعلو مكانتها التي أثبتها الإسلام بكل جدارة.

تحلم كل فتاة بفارس الأحلام الذي سيرافقها حياتها وتخطط لبناء حياة سعيدة وكريمة لكن سرعان ما تحول الحُلم إلى وهم عندما قُتلت فتاة وردية العمر على يد خطيبها حال ذهابها معه لاشتراء ملابس العيد والسعادة تملأ كيانها، وفي لحظة غدر إلتف حول عنقها منديلاً ظل يحبس أنفاسها حتى فارقت الحياة، أظن أنها ماتت صدمةً قبل أن تموت اختناقاً، كيف هانت عليك الذكريات الجميلة بينكما! ترك جثمانها وهرب دون تأنيب ضمير.

لقب المُطلقة هو جريمتها التي حكمها بها المجتمع  بها،  امرأة تبلغ من العمر ثلاثين عاماً، انتهى بها المطاف عند هذا الرقم، ذاقت العديد من العنف الأسري واضطهاداً لحقوقها مئات المرات، رفعت صوتها للمسؤولين لم يكترث لها أحد، في كل مرة كان أملها كأسيرٍ مسجون يحلم أن يكون حراً بكرامته، لكن الأمر هنا بات مختلفاً، وكان نهاية صبرها راحةً أبدية، تذكرة سفر بلا عودة عند الذي لا تضيع عنده الحقوق ، قُتلت ظلماً بِدماء باردة من قبل أبيها بعد مطاردته لها بالحجارة وبعد موتها جلس يحتسي الشاي ومشعلاً سيجارته بجانب جثمانها، لن ترى بشاعة حدث هكذا !. يكفي صرخاتها التي نهشت قلوب من سمعها وهي تركض باكية في الأزقة لحظات موتها.

طفلة تبلغ من العمر 10 أعوام، والديها منفصلان وتسكن مع والدها قاسي القلب، تعرضت للكثير من الضرب و التعذيب من قبل والدها وصرخاتها تملأ أرجاء البيت في كل مرة تنضرب منه، لكن قلبه لم يستقبل أي ذرة عطف وشفقة عليها وهي تتوسل له أن يتركها، الوجع الأكبر عندما زارها الحنين لوالدتها فطلبت منه أن تزورها فقام بضربها بشكل مُبرح وعنيف حتى باتت جثة يخالط جسدها اللون الأزرق والأحمر من شدة العنف الذي تعرضت له، لن تنسى صرخاتها وستظل تلعن نفسك مراراً وتكراراً والزمن لا يُرجع الأرواح ، ستذوق مرارة ما أذاقته لطفلتك ولن ترفع عيناك أمام عيناها عندما تجتمع الخصوم.

العديد من الفتيات يتعرضون للضرب من قبل ذويهم ويُمارس عليهم أشد أنواع العنف دون وجود أسباب قوية، وبشكل عام حقوق المرأة مستهان بها، ولا يوجد عقوبة مشددة ومنصفة لمن يمارس العنف ويرتكب الجرائم بحقها، فلو وجدت قوة رادعة وعقوبة قاسية لما تكررت تلك الجرائم البشعة، وكأن أرواحهن بلا قيمة يُقتلن في صمت وتُدفن صرخاتهن في صمت أيضاً.

ليس الجاني في جرائم قتل النساء من أقدم على القتل، إنما التشريعات التي تخفف من عقوبته والمنظومة الاجتماعية التي تمجد أفعاله. لذلك لابد من إقرار قوانين صارمة تنصف المرأة وتُهدد كل من ينوي ممارسة العنف أو القتل تجاهها.

فالمرأة لها مكانتها العظيمة في المجتمع و لها دور فعال وإيجابي، وهنالك عبارة صريحة وهي" المرأة نصف المجتمع و تلد النصف الآخر" وبهذا العبارة يمكننا القول إن المرأة المجتمع كله والمكون الأساسي للعديد من الإنجازات والابتكارات.

مصدر الصورة: الإنترنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...