ذكريات لعب كرة القدم بين الروحانيات وعطش الصيام!

2017-06-24 11:21:57

محمد الشعار/ مصر

فرغ محمد فتوح من فرض الفجر وخرج امام المسجد في انتظار بقية " أهل حتته"، من المصلين، دخل إلى بيته ونظر إلى سريره الخشبي، "حتمًا تحت هذا السرير سوف أجدها"، وفي الحارة المقابلة لبيته ألقاها على الأرض فهرول عليها بقية الحاضرين.

 أحمد أخيه وجارهم إبراهيم "صبيان لم يتجاوزا الخامسة عشر من عمرهم" أحضروا 4 قوالب من الطوب، ووضعوها على الأسفلت، ورغم أن أحمد لم يرتوي بشكل كاف من الماء خلال سحوره إلا أنه كان يحضر "الجونين" بشكل مسرع، كي يهرول مع باقي المهرولين نحوها، وبدأت التشكيلة.

الفريق الأول: " أحمد فتوح ومحمد أخوه – محمد عصام "حارس مرمى" – إبراهيم – محمد علي"
الفريق الثاني: " طه – كوكي – هاني- أحمد السني – زياد- حارس المرمى بالتبديل فيما بينهم" وعلي هشام يقف على أحد أرصفة الحارة كحكم للمباراة، وينتظر الفائز كي يلاقيه في المباراة المقبلة.

طقس سنوي اعتاد عليه شباب المحروسة عقب فروغهم من أداء صلاة الفجر بشهر الصيام، مباراة كرة قدم نارية يكون أحد الطرفين بحال جيد وذهن شريد، وطرف آخر تظهر عليه علامات الصيام من الساعات الأولى فلا يقدرعلى الركض بشكل سوي، أو يمرر كرته "زي ما قال الكتاب"، ورغم كل هذه الروحانيات الرمضانية التي تظهر في "ماتش كورة وأنت صايم" إلا أن بعض الشباب يرى أنه "تعذيب للنفس"، نرصد لكم في هذا التقرير أراء المصريين وذكرياتهم مع كرة القدم.

لعب كرة وسباق جري

عبدالله حنفي سرحت عيناه بعيدًا وابتسم ابتسامة عريضة وكأنه يرسم الذكريات بين شفتيه: "مش لازم كرة قدم بس أحيانًا لما كنا صغيرين كنا بنعمل سبق جري على مسافات طويلة، وكان فيه ناس مبتسحملش وبتفطر"، هنا علت ضحكات عبدالله وهو يقول:"أنا دايما كنت بكسب وكنت بحب ألعب مع اللي اصغر مني عشان استعرض مهاراتي عليهم ومتعبش خاصة ان الصيام لسه بدري وقدامنا وقت طويل عقبال ما نفطر"، لافتًا إلى أن جميع من في الشارع من أطفال وشباب ورجال يتجمعون عقب صلاة الفجر للعب كرة القدم، دون تمييز أو تفريق فتجد الفريق الواحد يضم كافة الأطياف العمرية.

الحماس يهزم العطش

عادل أسامة أحد أبناء منطقة المرج بالقاهرة، والمعروف عنها شعبيتها، استلهمه هذا الأمر بظهور ابتسامة عينيه وهو يحكي عن لعب الكرة بعد السحور، فقال: "كثيرًا ما يتجمع أهالي المنطقة في أيام رمضان بعد الفجر ولا نعبأ إن كان هذا اللعب سيصيبنا بالعطش الشديد خلال النهار أم لا ولكن عشقنا لهذا التجمع والمرح الذي يبدو بيننا يجعل الجميع متحمس، حتى أن هناك بعض الشباب لا يهتمون بشأن كرة القدم سواء في اللعب أو التشجيع ولكن يشاركوننا دائمًا تلك اللحظات الرمضانية"، عادل أسامة يشير إلى أن جميع من يلعبون معهم يجمعهم شئ واحد وهو "فرحة رمضان" .

 أنا  مش كافر يا عم

يسكن  أحمد سيد في مدينة نصر، لم يعبأ بشأن لعبة كرة القدم بعد السحور إن كان هذا الأمر جيد وأحد روحانيات الشهر الكريم أم لا قائلًا:"مفيش صحة عشان العب كورة بعد السحور"، وأوضح سيد أنه كان يشاهد أهالي منطقته يلعبون حتى السابعة صباحًا، ولكن من شرفته متعجبًا من أمرهم: "إزاي هيقدروا يكملوا صيام وفي منهم ناس بتروح شغلها اللي هو بعيد أصلًا عن بيتهم بساعة أو ساعتين"، متابعًا:" أنا عمري ما افكر العب كورة وانا صايم أنا مش كافر يا عم".

نجيلة صناعي

"احنا بنلعب في نجيلة صناعي جنبنا واللي بيخسر بيدفع إيجار الملعب"، هكذا استهل محمد عاشور أحد أبناء منطقة الحوامدية كلامه موضحا انه يفضل اللعب في الملعب النجيلي بسبب كونه مريح واحتمالية أن يصاب أحد بالأذى من خلاله تكون ضعيفة جدًا"، ويضيف عاشور:"أحيانًا والدي بيلعب معانا رغم أنه راجل كبير ومبيقدرش يجري كتير في الملعب،  وبنات عمي وحتتنا بيجوا يتابعونا واللي بيساعد على كده أن الملعب بيكون فاضي في رمضان ومفيهوش ولا واحد غيرنا أحنا". 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...