رامز مجنون رسمي "سخرية بلا قيمة تذكر"

2020-05-11 05:48:37

 

شذى الريماوي/رام الله

برنامج رامز مجنون رسمي هو برنامج كاميرا خفية من إعداد وتقديم رامز جلال؛ والذي يعرض في موسم رمضان 2020 بشكل يومي على سلسلة قنوات إم بي سي، وهو من إخراج محمد نصير وإنتاج إم بي سي، والذي تم تصويره في دبي.

حالة من التلاعب في توقعات ضيوف البرنامج، ناجما عن طبيعة المقلب الذي يعتمد على وجود قامة إعلامية وفنية "أروى" ويستدعى الضيف للقاء معها تحت عنوان "كرسي الحقيقة"، من هنا يأتي التحكم بالضيف من خلال الأساليب المتبعة والوسائل المتعلقة بالكرسي للحد من حركته خاصة عند ظهور عنصر المفاجأة لحظة خروج رامز من خلف ستار يحمل صورته، ومن هنا تبدأ الكوميديا الساخرة من قبل رامز جلال تجاه الضيف وبدء الاستفزاز الكوميدي القائم على سلوكيات "إهانة، وتحكم" فمثلا رش شعر الضيف بصبغات ملونة، ومن ثم حركة الكرسي في الهواء بشكل جنوني إضافة لحالة الخوف التي يوجدها من خلال الأفعى والسلطعون كمرحلة تسبق النهاية، وهي المفاجأة الأكبر للضيف التي تأتي لتفادي كل حالات الهجوم التي كانت تحدث في نهاية المقالب السابقة؛ وهي وجود حفرة مائية تحت غطاء مطاطي ليسقط بها الضيف في حال قرر الوصول لرامز منتقما لما حدث، هل انتهت المفاجأة؟! لا بل لم يكتفي رامز بذلك وإنما يخرج ماء من داخل الدرج ويلقي بالضيوف من عليه كختام للمقلب المنفذ.

الكلمات والمصطلحات المستخدمة في البرنامج:

يقوم رامز في أول البرنامج بالتعليق على ضيف/ة البرنامج بشكل هزلي وساخر لكن من خلف الكواليس، أما عند الظهور فيقوم باستخدام مصطلحات وعبارات قد أصبحت مشهورة في هذا البرنامج التلفزيوني كعبارة: "رح تمشي ع قواعدي وشروطي، كل المطلوب منك إنك تخرس/ي خالص رامز جلال نجم اليوتيوب ده واد شقي وكمان محبوب، حتسمع/ي كلامي".

وبناء على ذلك ففكرة البرنامج وبحد ذاتها تنتج عن تفكير شرّير وخبيث لإيجاد طريقةٍ تجعلُ ضحيّة المقلبِ في وضعٍ غير مريح، بل إنها عمليّة تخطيط جادة في أن تجعل الآخر مُضحكًا ومثيرًا للسخرية وأحيانًا للشفقة، إذ يتعرّض للعديد من المواقف الغريبة وغالبًا المروّعة وبعض الأحداث الصادمة قبل أن يكتشف أن الأمر مجرّد مزحة أو دعابة من النّوع الثقيل.

ولو لاحظنا بنظرة معمقة أكثر، فإن رامز جلال يملك صفة السادية التي تسيطر على شخصيته؛ من خلال إجبار الضيف على القيام بمطالبه الغريبة وبصيغة الأمر كالكلمات المستخدمة أعلاه، ومن المُلاحظ أن رامز في كلّ مرة يتعرض فيها للنقد والسخرية يزيده إصرارا على الاستمرار، بل تغذّي “صفته الساديّة” التي يعامل بها "ضحاياه"، وتؤجج رغبته في تعذيب الآخرين واستدراج المزيد من الضحايا كل عام.

فمثلا الكلمات المذكورة أعلاه تدل على أن رامز يعاني من مشاكل نفسية وحب السيطرة على الآخرين والتلذذ بتعذيبهم، فهذا نوع من الأمراض النفسية التي يجب أن يعالج بها عند طبيب نفسي!

ومن الأمثلة أيضا على ما يقوم به كأن يحضر الضحيّة ويربطها بإحكامٍ بكرسي التعذيب ويجبرُ الضحيّة على التملّق والغناء له، بل ويعرّضهم لضرباتٍ كهربائية، ويُغرقهم في المياه ويقلبهم بالكرسي رأسًا على عقب فهذا إن دل فإنه يدل على مرض رامز جلال!

بعض الأشياء قمت بسماعها حول إن أغلب الناس تشكك بكون البرنامج قد يكون اتفاق مسبق بين  رامز وضيف الحلقة، ومقابل ذلك الحضور يدفع لهم مبالغ طائلة من أجل المشاركة في المقلب كما وأنني ألاحظ أن أغلب الفنانات التي تأتي ك ضيفة للحلقة تأتي ب”بنطال جينز” دون مثلا لبس تنورة أو فستان، فكل هذه الأمور من الممكن أن تكون مجرد احتمال وليست دليلا قاطعا بذلك، لكن حتى لو كان الضيف على علم بهذه المقالب أم لا، فهذا لا يغيّر من حقيقة كونها مشاهد تنمّر غارقة بشكل كلي في الساديّة وتُقدم للعائلات بما فيهم الأطفال على أنها ترفيهية تبعث على الضحك!، وهكذا مشاهد باعتقادي لا يجوز تقديمها لما فيها من تعذيب للآخرين والسخرية منهم والاستهزاء وشتمهم أمام الكاميرا؛ فكمية التنمر في هذا البرنامج تكمن بشكل فظيع جدا، وخادش للإنسانية.

وعند سؤالنا عن هل تعزز هذه المادة صور نمطية اجتماعية راسخة ام تعالجها وتنقدها؟

هي بكل تأكيد تعزز صورة نمطية اجتماعية لدى المشاهد، فمثل تلك الأعمال عززت بالنسبة لي صورة رامز على أنه يعاني من السادية والتكبر والتلذذ بمعاقبة الاخرين، فتتشكل لدي تلك الصورة النمطية التي تبقى راسخة في مخيلتي، لأن الصور النمطية تتشكل بناء على مشاهد تخزن في العقل الباطني فعند رؤية الشخص المسبب للأحداث يبدأ العقل الباطني بإرسال الصورة النمطية المخزنة فيه إلى الدماغ ليتسنى للشخص تخيل الفعل وردة الفعل على ذلك.

خلاصة ما سبق، هذه البرامج التي تعرض بشكل هزلي والتي يعتبرها البعض كوميدية، هي برامج لا تعزز قيمة إنسانية ولا تضيف معرفة أو أي شيء قد يفيد المشاهد، إنما هي تعزيز للسيطرة والتحكم والتنمر عل الغير بدافع السخرية، هذه الفكرة من انتاج برامج مشاهدة لا تضيف ما يثري عقلية المشاهد أو حتى تنتج سلوكا حسننا لماذا يتم عرضها بشكل دوري خاصة في شهر رمضان والمبالغ الطائلة التي لو استثمرت ببرامج تعليمية وأمور ذات فائدة رجعية لكان ذلك أفضل بكثير.

-مصدر الصورة: الإنترنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...