محمد طلعت/ مصر،
عرف عن المرأة النوبية منذ قديم الزمن بأنها "مبدعة"، فالنوبة أخرجت أحمد منيب ومحمد منير، وهناك الخالة ستوتة وغيرها من المبدعات، منهن روحية يوسف، المرأة التي تسكن منطقة غرب أسوان أقصى جنوب مصر، والتي ذاع صيتها في مجال المشغولات اليدوية منذ 28 عاما ووصلت بموهبتها للمشاركة في المعارض العالمية، لترفع من أهمية المشغولات النوبية اليدوية عاليا.
بدأت السيدة روحية، حديثها بتذكر سخرية أهل القرية التي تقطن فيها، مؤكدة أنها ورثت تلك الموهبة والمهنة عن جدتها التي سلمتها لوالدتها ثم وصلتها، وبدأت بتنمية مهارتها وتعلمت كافة أنواع المشغولات من الخوص وجريد النخل والخرز والكورشيه، حتى أصبحت خبرتها تؤهلها لأن تكون مدربة لتلك الحرف؛ التي تستفيد من العمل فيها عشرات السيدات.
أصبحت روحية من أكثر السيدات خبرة في مجالها، ورائدة المشغولات الذهبية، ويتم طلبها خصيصا من أجل تعليم الفتيات هذه المهنة التي تتميز بها بلاد الذهب "النوبة"، وتجد سعادتها عند رؤيتها إحدى المتدربات تتقن العمل وتحترف الصنعة.
حصلت على عشرات الجوائز المتنوعة بعد اشتراكها بمسابقات دولية ومحلية، وتقول: طبيعة البيئة النوبية تنشأ بداخل النساء الإبداع وتنمية المواهب التي تحتاج للتدريب بشكل دائم.
وتصنع مبدعة النوبة مقاطف كبيرة الحجم لوضع المخبوزات المتنوعة التي يقدمها أهل العروس إلى أهل العريس، وتلك العادة النوبية الأصيلة، مازالت تحافظ عليها العائلات، كما تقوم بتصنيع المشغولات التي تستخدمها العروس في منزلها الجديد، وخاصة المنتجات المصنوعة من الخوص لحفظ الأطعمة، وصناعة حقائب الإكسسوارات، موضحة أنها تعرض منتجاتها بالمزارات السياحية التي تجذب السياح، ومن أهمها متحف النيل الوثائقي ومتحف النوبة.
تستخرج السيدة روحية الخوص المستخدم في مشغولاتها من قلب النخيل الأبيض، ويتم صبغه بالألوان المبهجة بعد غسيله، وبعد ذلك تشكل منه ما تحتاج بطريقة الضفائر، ومن أهم ما يتم إنتاجه عن طريق الخوص، المقاطف، الحقائب، "البونبونيرة؛ وهي سلة من الخرز تستخدم للضيافة ووضع بعض المقتنيات الصغيرة، العياشة والمحافظ وغيرها.
أما عن أسعارها فتؤكد أن نسبة الربح ليست كبيرة، وتبيع الأساور بمتوسط سعر 20 جنيها مصريا، و"البونبونيرة" بسعر 25 جنيه، والمقاطف الخوص 20 جنيه، والعياشة 50 جنيه والحقيبة يصل سعرها إلى 80 جنيه.