مراسلة مجلة علي صوتك جوليانا زنايد/ القدس،
كتبت التالي في نهاية العام الماضي، نشرته وحذفته، وحقيقة خشيت أن يؤثر ما كتبت على كينونتي، وعلى ما احمل في قلبي من فرح وتفاؤل وحب للحياة ورغبة في عيشها بطلاقة وعنفوان وعفوية.
ثم عدت اليه .. وبحثت عن نفسي ما بين السطور عما اصابني من حزن وألم من سوء الظن وسوء التقدير، وسوء الذاكرة لدى البعض، وسوء النية وسوء اللفظ وسوء التعبير وسوء العلاقات والشخصيات، وكل السيئات التي توقفت عن عدها، وقلت في نفسي كم أني جزء منها، فلماذا الهرب!
الان وقد وطئت قدماي الارض واقفتان لامست الحقيقة بثقة وبكل يقين ورغبة بأن اصف نفسي كما وصفت الاشياء، وكلي صبر على نفسي التي فيها ما فيها، ولولا ذلك ما عصفت الرياح فتمايلت.
في كل عام اصبح اكثر عملية فالاشياء تبعد وتصغر وتحديدا الان وقد بت اراقب عن بعد، اتفاعل عن بعد، واغضب وارضى ثم اتقبل ايضاً عن بعد.
قد بردت اطرافي حد الجمود، وماتت الكثير من الاوصاف ولجم اسلوبي السردي إلى حد الصمت، فلا حاجة لوصف الاشياء التي تتصف بما هي عليه لا غير؛ وليست بحاجة فلسفاتي لا على الورق ولا على هذا الحائط العام بكل الأحوال.
الاشياء تكتفي بذاتها وليست بحاجة إستنتاجاتي السيميائية، فللصورة بلاغة لم تات بها اللغة بعد ولا اظنها ستفعل، تعبر الاشياء عن ذاتها بثوبها ونبرتها الخاصة التي ولدت عليها وليست بحاجة لبضع حيثيات تعود في الأصل لعلم النفس!
هذا عام قادم مليء بالصمت، وفيه مساحة يرى فيها كل ما حولي النور ريثما اراقبه او يراقبني، فلتشهد الاشياء انني جملتها كثيرا بالوصف وأنها ابت إلا ان تقول الحقيقة فاشتد قبحها.
كل عام وكل الأشياء حرة على حقيقتها وعيناي وبصيرتي مفتوحتان لمعرفتها وقد عرفت عن نفسها بدقة لم تخيل لي من قبل.