عبدالله النتشة:أصعب البدايات تقود إلى أنجح النهايات

2015-11-13 13:09:45

محمود عدامة/ القدس

حين يضيق بك الطريق، وتتساءل من داخلك عن جدوى الاستمرار في الكفاح، استمتع بهذه القصة لتقرأ عن ثبات الناجحين، حتى تثبت مثلهم، ثم تنجح مثلهم. ثم عاود قراءته من حين لآخر؛ فالنفوس بحاجة للتحفيز من وقت لآخر.

عن عبدالله النتشة

المصور الفوتوغرافي عبدالله النتشة، 20عاما، من مدينة القدس، درس التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو والمونتاج وتصميم الجرافيك ولم يكن عمره يتجاوز 15 عاما؛أي إنه كان أصغر الطلاب في المعهد الذي يشرف على تدريب المصورين فيه الأستاذ سلامة الصفدي، والمخرج نضال أبو دياب، من مدينة القدس. حينها كان طالبا في إحدى مدارس جبل الزيتون بالقدس المحتلة، وبعد أن أنهى عبدالله الدراسة في معهد "بيلي" للفنون، انطلق ليؤرخ أجمل لحظات الحياة اليومية في مدينة القدس بعدسته ومعداته البسيطة جدا. وبعد أن أنهى دراسته في المعهد، عملت مؤسسة Tizianoproject،من الولايات المتحدة الأمريكية على تطوير مهاراته،إلى أن أصبح يصنع من الصورة قصة، وبدأ ينتج الأفلام الوثائقية رغم صغر سنه مقارنة مع المصورين الآخرين.

ومن بين هذه الأفلام فيلم يتحدث عن مدينة الخليل، وعدة صور وأفلام قصيرة تتناول قضايا ومشكلات في مدينة القدس نشرها على موقع "يوتيوب". وفي عام 2013 كان عبدالله طالب افي الثانوية العامة، وكان من أحلامه أن يدرس الصحافة والإعلام في جامعة كارديف ببريطانيا. ولكن الظروف المادية والعائلية وغيرها أجبرته على أن يكمل تعليمه في الوطن، حيث لم يحالفه حظ النجاح في الثانوية العامة بسبب ظروفه.

"لم أستسلم للفشل"

يوضح عبدالله أنه لم يستسلم، ولم يجعل صخرة الفشل تعيق طريقه، بل جعل منها جسرا لتحقيق أحلامه، حين قرر أن يشتري كاميرا ومعدات تصوير حديثة باهظة الثمن، دون أن يطلب مساعدة أحد؛ فعمل في أحد المخابز بمنطقة دير ياسين لمدة تسعةأشهر، تمكن بعدها من شراء الكاميرا والمعدات، وتابع خطواته خطوة تلو أخرى، حتى أنشأ أول صفحة للتصوير على موقع التواصل الاجتماعي باسم Abdullah Natsheh Photograph.

لكن محاولته الأولى فشلت بعد أن وصلت إلى عدد 14 ألف معجب، حيث اضطر لإغلاقها وعاد إلى الصفر، بإنشاء صفحة أخرى تحمل نفس العنوان، ولكن بعد أن أصبح معروفا على مواقع التواصل الاجتماعي باسمAbdullah Al Natsheh Photography، كأي شخص يهوى التصوير الفوتوغرافي والأفلام.

وتم اختيار إحدى صوره لتعرض في معرض للتصوير الفوتوغرافي باسم "مؤتمر صورة". ويذكر أن هذا المؤتمر كان من أكبر معارض التصوير في الوسط العربي، وبعدها أصبح مصورا في مجالPortrait، حيث يقول: "منذ بدايتي مع التصوير في هذا المجال كنت أعمل مجانا حتى أكسب جمهورا ومتابعين وأشجع الناس على خوض جلسات تصوير فوتوغرافية وأخرى سينمائية، وبحمد الله أصبح لدي عدد كبير من الجمهور والمتابعين من الوطن وخارجه، وبدأت أعمل في التصوير الفوتوغرافي الحديث، والأفلام السينمائية القصيرة، حتى تقربت من عائلات وأشخاص من شتى المناطق، وأصبحت أعمل رسميا فيما أحب وأهوى".

جنود خلف الكاميرا

ويتحدث عبدالله عن إنتاج فيلم "جنود خلف الكاميرا"، الذي يتناول اعتداءات قوات الاحتلال اليومية على الصحفيين المقدسيين، ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب بعد أن عرضه في مركز بيت الثقافة في مدينة القدس على عدد من المصورين الصحفيين.يقول عبدالله: "لم أكن أتوقع ردة فعل ودهشة الصحفيين بعد مشاهدتهم الفيلم، رغم أنه احتوى على أخطاء فنية وتقنية".

وبعد فترة أنتج فيلما آخر بنفس العنوان أطلق عليه "جنود خلف الكاميرا 2"، وقام بالترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقررت قناة "فلسطين اليوم" عرضه على شاشتها، واستضافته في برنامج "أهل البلد"؛ لمناقشته مع مجموعة من الإعلاميين، وتطرق الحديث للاعتداءات التي يواجهونها يوميا خلال عملهم.

كما صور عبدالله أول فيلم سينمائي قصير بعنوان "كنت طفلة"، نشر على عدة صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، وتفوق هذا العمل بشهادة بعض المشاهدين والمخرجين والمصورين على الكثير من الطلاب المصورين والمخرجين الذين يدرسون هذا المجال منذ سنين.

أول صورة

وتحدث عن أول صورة له، التي التقطها في باب العامود بالقدس المحتلة خلال المواجهات بين المقدسيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في ذكرى النكبة. ويطمح عبدالله أن يصبح مخرجا سنيمائيا لأفلام درامية تتناول قضايا سياسية واجتماعية في فلسطين. ويقول:"خلال بدايتي في التصوير تعرضت لاعتداء وقمع على يد جنود الاحتلال، وتم منعي من تصوير المواجهات التي حدثت في مدينة القدس".

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...