مها علي أبو طبيخ/ غزة
كان الأطفال قديما يتجمهرون حول صندوق الحكواتي ليستمعوا إلى القصص والروايات التي يقصها عليهم الراوي، ثم انتقلت الحكايات الى المسرح لتصبح أكثر جاذبية للأطفال بوجود عرائس الماريونيت التي تجسد شخصيات كرتونية ترفيهيه توصل قصة متكاملة العناصر.
وعرائس الماريونيت عبارة عن دمى يتم صناعتها من الخيوط والإسفنج، وهي ذات مفاصل متحركة يربط كل عضو من الجسم بخيط،ويتم تجميعهم في الميكانيزم وهو صليب خشبي مسؤول عن تحريك الدمية، من ثم يصمم لكل دمية أزياء مناسبة حسب دورها في الرواية بالإضافة إلى تسجيل الصوت والموسيقى والتدريب على حركة كل دمية.
مهدي عطية كريرة (39 عام) يوضح إنه دخل عالم عرائس الماريونيت لأنه يفتقده في قطاع غزة، فقرر دخوله بدافع حبه له منذ طفولته إذ كان يتابع الدمى مثل طمطم وبوجي وبقلظ وغيرهم.
يقول كريرة:"حققت حلمي بالدخول لهذا العالم من خلال صناعة دمية تتحرك بالخيوط وبالفعل تم تسجلي كـريادي لنشر هذه الفكرة الموجودة من مئات السنين ولكنها كانت غائبة عن غزة وتطلبت الأمر مني تعب وجهد مضاعف لإنتاج أول عمل مسرحي على أرض الواقع يحاكي القضايا الموجودة في قطاع غزة".
ويضيف:"واجهت صعوبات كثيرة في البداية لأنها التجربة الأولى في غزة لهذا الفن وقلة المواد الخام وندرتها بسبب الحصار وقلة الدعم المادي للمسرح وإهمال هذا الجانب من المؤسسات".
وأشار عطية إلى أن وجود عمل كامل متكامل يحتاج إلى فريق يسانده في إنتاج الدمى ورسم الشخصيات،وهو ما حققه بعد أن منحته مؤسسة عبد المحسن القطان جائزة الفنون الأدائية لسنة 2019 حيث وفرت له الفرصة لبناء فريق وتدريبه على صناعة الدمى وتحريكها وإعداد الديكور المتعلق بالمسرح.
إستطاع كريرةمع فريقه من الوصول لجميع المناطق في غزةخاصة المهمشة بفترة قياسية وقدم العروض المسرحية من خلال عرائس الماريونيت والتي ناقشَ فيها الكثير من القضايا المجتمعية والإنسانية والوطنية، واعتبر أكبر إنجازٍ له سماع ضحكات الصغاروالكبار وإنبهارهم بهذه العروض وإنسجامهم وتفاعلهم مع حركات الدمى.
ويوجه كريرة رسالته من خلال مسارح الماريونيت فيقول:"إن نشر هذا الفن يعيد ثقافة المسرح الذي يبعث الفرح والمتعة والترفيه والفكر الواعي للأسرة الغزية وللطفل لأنه يدخل الطاقة الإيجابية والقيم المجتمعية لأرواحهم، ومن السهل تقديم الرسائل المعنوية لهم لأن هذا العمل يعلق في أذهاب الأطفال والكبار معاً.
- الصورة من الإنترنت