علاء اللقطة: " أداوي جرح المريض بالمشرط وجرح الوطن بالريشة"

2016-05-28 11:07:02

آلاء مهنا/ غزة

تتفجر عواطفنا بطرق مختلفة، فمنا من يصرخ، ومنا من يبكي، ومنا من يضحك. أما هو فيعبر عن عواطفه وعواطف شعبه بطريقة مميزة، بفن السهل الممتنع؛ فن الكاريكاتير، الذي مكن الدكتور علاء عبد المجيد اللقطة من التعبير عن واقع شعب عانى الكثير.

ولد عبد المجيد في مخيم الشاطئ بغزة عام 1972، لعائلة ترجع أصولها إلى بلدة الفالوجة المحتلة عام 1948، وأنهى الثانوية العامة عام 1990، ثم اتجه لدراسة الطب في رومانيا عام ،وحصل على البكالوريوس عام 1997 بتقدير ممتاز، وتخصص في جراحة التجميل عام 2003.

بداياته مع الفن

كانت بدايته مع الفن مبكرة مع الخط العربي الذي أتقن عشرين نوعا منه، ومارس فن الكاريكاتير في التاسعة عشرة من عمره، ونشرها على صفحات الصحف الرومانية بشكل غير دوري لمدة ثماني سنوات، قبل أن يتجه للعمل في الصحف العربية. وهو يرسم حاليا لسبع صحف عربية، منها أربعة يومية، وثلاثة أسبوعية.

ويقول اللقطة: «كانت محطتي الأولى عند اغتيال الفنان الشهيد ناجي العلي، مما أثار في نفسي تساؤلات كبيرة، واستنهضت الحادثة همتي لأكمل الطريق الذي بدأه، وازدادت قناعاتي بهذا الفن وأثره في عملية التغيير والتحريض والنقد»، ويتابع: «من خلال هذا الفن المقاوم أستطيع أن أشارك في مسيرة التحرير ومناهضة كل أشكال الظلم والفساد والتهميش التي تمارس ضد شعبي».

ويعتبر أن الجرح هو ما يربط بين اللقطة الطبيب وفنان الكاريكاتير، حيث يقول: «الجرح في الجسد كالجرح في الوطن، وأنا أحاول أن أداوي جرح المريض بالمشرط، وأن أداوي جرح الوطن بالريشة، وأسأل الله أن يوفقني في المهمتين».

الكاريكاتير فن كل شيء

وبالنسبة له فإن الكاريكاتير هو فن الضحك المر، واختزال هموم المواطن في خطوط بسيطة الرسم، ولكنها عميقة المغزى، ذات رسالة مؤثرة. ويقول: «هو فن ينتمي لأوجاع المظلومين والكادحين والمغيبين من أبناء الوطن، وفن النقد والتحريض وإسقاط الأقنعة، وفن التبشير بالأمل وغد أفضل للوطن وأبنائه في مسيرة التحرير والبناء».

وقد كانت الغربة من أهم العوامل التي ساعدت اللقطة في صقل موهبته، حيث يقول: «خلال غربتي في أوروبا لمست احترام الأوروبيين للموهبة وتقديرها، ومنحها ما تستحق من العمل والمثابرة؛ فالعمل في

الغرب مقدس، وجزء من شخصية الإنسان وكيانه. والاستفادة من سن الشباب وطاقاته، واغتنام أوقات الفراغ وتسخيرها في نجاحات أخرى في الحياة إلى جانب الدراسة، وكثرة المطالعة والبحث، التي تصقل الشخصية وتنمي الموهبة».

وينتمي اللقطة إلى مدرسة الكاريكاتير السياسي الصامت، الذي يعتبره أقوى أنواع فنون الكاريكاتير وأشدها تأثيرا وعمقا، ويقول: «في البداية امتهنت هذا النوع هربا من مقص الرقابة، ثم أصبح جزءا مني يساهم في نجاحي حتى بات أسلوبي». ورغم صعوبة رسمه وفهمه، إلا أنه يلقى رواجا كبيرا

خصوصا لدى شريحة الشباب الذي أثبت أنه شباب لماح ناضج ذكي، على حد تعبير اللقطة.ّ

رسالة الوطن المجروح

ورسام الكاريكاتير صاحب رسالة وطنية، تقع على كاهله أمانة عظيمة في التعريف بقضيته ونقل آلام شعبه وآماله للعالم كله بصورة حضارية، ويقول: «لن يكون لشعبنا موطئ قدم بين الأمم وهو منقسم على نفسه».

وعن أكثر القضايا التي تجعله يسارع لإمساك قلمه «صرخة أم فقدت ابنها شهيدا أو معتقلا، أو دمعة طفل حارة تستجدي السماء أن تعيد أبا أو أما مفقودا». وعندما يقوم فنان الكاريكاتير بالرسم فإنه يعبر عن واقع الوطن، ويشعر براحة ضمير مؤقتة، حيث يضيف: «أنا أقوم بواجبي في مسيرة الصمود والبناء والتحرر، ولكن سقف طموحي في خدمة الوطن عال، ولن أرتاح إلا بتحقق جميع تطلعات شعبنا الصابر».

ويبين اللقطة أن كل فناني الكاريكاتير الشرفاء هم قدوة له، ويقول: «أتعلم منهم ويتعلمون مني، ويؤثر بعضنا ببعض»، ولكن «هناك عمالقة أثروا بهذا الفن، وقدموا من أجله التضحيات؛ كالشهيد ناجي العلي، والفنان السوري علي فرزات الذي اعتدى عليه شبيحة النظام السوري وعمدوا لتكسير أصابعه انتقاما منه».

مهنة المتاعب

ويذكر أن هناك كاريكاتورات كثيرة سببت للقطة بعض المتاعب، التي جعلته يدرك أنه على الطريق الصحيح، حيث يقول: «هناك أعمال اتهمتني بسببها منظمات صهيونية ومكاتب إسرائيلية بالإرهاب ومعاداة السامية، وأخرى تعرضت بسببها لحملات التشويه والتشكيك من قبل الشبيحة الالكترونية التابعة للنظام السوري».

ولا بد من وجود الصعوبة؛ فمهنة الكاريكاتوري توازي مهنة الطب، ويتابع قائلا: «من أطرف ما واجهت حين رغبت بالتعريف عن نفسي كرسام كاريكاتير، سألني أحدهم: حضرتك شو بتشتغل؟ قلت له: رسام كاريكاتير. فنظر إلي وقال: «يلا»! الشغل مش عيب»!

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...