عنف المستوطنين.. مظلة الجيش ودعم الأحزاب اليمينية

2016-06-02 10:53:34

ريم علي/ رام الله

تعود جذور الاعتداءات العنصرية على المواطنين إلى ما قبل قيام دولة "إسرائيل"  بربع قرن، حيث بدأها المتطرف آبراهامبن إسحاق كوك عندما أسس مدرسة "مركاز هراف "، التي اهتمت بتخريج غالبية المستوطنين المتطرفين، وازدادت حركة الاستيطان الإسرائيلية بعد وقت قصير من حرب حزيران1967 ، على يد القوميين المتدينين الذين سعوا لتأكيد أحقيتهم بالأرض.

بعدها نشأت حركة راديكالية متطرفة وعنيفة ردا على ما كان ينظر إليه على أنه تنازلات كبيرة قدمتها حكوماتهم المتعاقبة للعرب.  ويعتبر المستوطنون المتطرفون الذين ينادون باستخدام العنف كوسيلة لطرد الفلسطينيين من أراضيهم مسؤولين عن ارتكاب هجمات غرضها إحداث ضرر بالفلسطينيين أو تدمير ممتلكاتهم، ومعظم هؤلاء المتطرفين يسكنون مستوطنات مقامة على أراضي المواطنين، وهم الأكثر احتكاكا معهم.

وبرزت مؤخرا جماعة "تدفيع الثمن"  كأبرز الجماعات تطرفا وتعطشا لدماء الفلسطينيين. لكن وتيرة هذه الاعتداءات كانت تختلف من وقت إلى آخر، وحسب الدراسات التي صدرت عن عدة مؤسسات حقوقيه حول اعتداءات المستوطنين، جاء تقرير أريج القدس، ليفيد بأن اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم والأماكن الدينية والأثرية، شهدت تحولا ملحوظا خلال الفترة ما بين1976 - 2016 ، حيث تصاعدت هذه الاعتداءات تدريجيا لتصل ذروتها مع نهاية عام2015 ، وترافقت مع حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتأييد الجماعات والأحزاب المتطرفة، مما يعتبر نقطة فارقة في الصراع "الفلسطيني الإسرائيلي".

 وأوضحت دراسات أخرى تصاعدا ملحوظا لاعتداءات المستوطنين، حيث أصبح عنفهم جزءا من الحياة اليومية لقرابة 35000  فلسطيني في الخليل فقط، إضافة للقدس وباقي المناطق؛ ففي 2013 وصل عدد الاعتداءات إلى ما يقارب753 ، وقفز العدد إلى  898في2015  . وأخذت الاعتداءات طابعا وحشيا بلغ حد الحرق أحيانا، كما حدث مع الطفل محمد أبو خضير، وعائلة الطفل الرضيع علي دوابشة، إذ قام المتطرفون الصهاينة بحرق البيت، مما أدى لاستشهاد علي ووالديه، بينما بقي الطفل أحمد نزيل المستشفى منذ مطلع آب الماضي. وتوالت الاعتداءات التي قوبلت بالتصدي غير المتكافئ.

اعتداءات وحشية

وتنوعت أساليب اعتداءات المستوطنين، وأصبحت أكثر وضوحا مع بداية الهبة الجماهيرية في تشرين أول الماضي، بدءا من شتائم وكلمات تخدش الحياء، كان أبرزها ما تم توثيقه بالفيديو ضد الطفل أحمد مناصرة في القدس، وإساءة المعاملة والترهيب، والاعتداء الجسدي العنيف، والقتل، وتدمير الممتلكات وتخريبها، وتقطيع الأشجار، وحرق دور العبادة وتدنيسها، الذي بلغ حوالي 265 اعتداء، كان أبرزها اقتحام المسجد الأقصى، وقبر يوسف في نابلس، يلي ذلك  13670 اعتداء على الممتلكات، واقتلاع أكثر من شجرة مثمرة.

وتركزت معظم هذه الحوادث في الخليل وقرى نابلس والقدس ورام الله وباقي المحافظات، حيث يعتنق المستوطنون في هذه المناطق أيديولوجيات متطرفة وعنيفة ضد المواطنين الفلسطينيين.

لجان الحماية

ونتيجة لارتفاع وتيرة اعتداءات المستوطنين، وبعد حادثة عائلة دوابشة والطفل أبو خضير، اتجه المواطنون للتفكير بحلول لصد هذه الاعتداءات، بالنظر لتجارب بعض القرى التي خاضت تجارب مماثلة كقريتي مخماس في ضواحي القدس، وقصرة في نابلس، حيث يتناوب الشباب ليلا على حراسة قراهم من المستوطنين، وإنذار الأهالي  وتنبيههم، وتقوم هذه اللجان بعدة أدوار، أهمها صد اعتداءات المستوطنين المباشرة، والتعامل مع المصابين في حالات الاعتداء الجسدي، والحد من المواجهات المباشرة مع المستوطنين المدججين بالسلاح، وتبليغ الجهات الفلسطينية كالارتباط العسكري والدفاع المدني والهلال الأحمر وغيرها من الجهات.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...