في ظل غياب التخطيط والتنسيق الخريجون ... من الجامعة إلى صفوف البطالة

2015-03-13 12:10:45

سهام سويلم / غزة

كثير هم الطلاب الذين وقفوا كالأطفال على بوابات الجامعات ينتظرون من ينتشلهم من دوامة التفكير والحيرة أمام الكم الهائل من التخصصات المطروحة، في ظل غياب واضح لدور الجامعات ووزارة التربية والتعليم العالي في توجيههم، وتحديد التخصصات التي تناسب سوق العمل، لوجود فجوة كبيرة بين مخرجات التعليم الجامعي، وحاجات السوق الوطنية من خريجي الجامعات الأكاديمية والمعاهد والكليات المتوسطة.

جيش البطالة

ورغم أن تلك المشكلة تؤرق الشباب، إلا أن المستوى الرسمي لم يضع بعد خطة متكاملة، تعتمد على احتياجات سوق العمل، وتوجيه الطلاب إليها، والحد من التخصصات التي تشبعت بها السوق، وانضم خريجوها لجيش البطالة.

يقول أنور الأغا، 27 عاما، من غزة: "درست العلوم السياسية، وتخرجت بتقدير جيد جدا، في جامعة الأزهر عام 2007 ، ولكني حتى الآن لم أجد وظيفة ".

أما رنا حايك، 25 عاما، من خان يونس، فقد حصلت منذ ثلاث سنوات على شهادة البكالوريوس في التربية من قسم التعليم الأساسي بتقدير 80 %، في جامعة الأقصى. لكنها لم تحصل على فرصة عمل، وتقول: "أعداد الخريجين في هذا المجال بالآلاف في كل الجامعات، التي تعمل وفق سياسة العرض والطلب، وليس بناء على حاجة السوق التي باتت مشبعة بالخريجين ".

ويشار إلى أن 26 ألف خريج خضعوا مؤخرا لامتحانات حكومية في قطاع غزة، لاختيار 2600 معلم.

الواقع صعب

ويؤكد محمود مطر؛ رئيس دائرة التخطيط في وزارة التربية والتعليم العالي بغزة، على أن هدف وزارته يتمثل بتحقيق التوازن بين العرض والطلب، ويقول: "وهذا يتم بدراسة الواقع المرير الذي نعيشه، والمعيقات الناجمة عن المتغيرات التي تحدث على الساحة الوطنية، من انقسام وحصار، ألقيا بظلالهما السلبية على المسيرة التعليمية برمتها ." ويشير إلى أن هيئة الاعتماد والجودة في الوزارة تسمح بفتح أي تخصص ما دام مطابقا لشروط الجودة ومعاييرها. وجل ما تستطيع الوزارة أن تقوم به هو أن ترفع معدل القبول في تخصص ما لتحد من الإقبال الشديد عليه. ويبين أن هذا سيحل المشكلة مؤقتا، حيث ستقل أعداد الطلاب الذين يلتحقون بالجامعات، ويزداد عدد الملتحقين بالمعاهد المتوسطة.

قصور واضح

ويوضح أنه يجب تفعيل دور المدارس المهنية والصناعية والزراعية، ويقول: «هنالك تقصير واضح حول مفهوم التعليم المهني؛ فالأهالي والطلبة لا يعون أن مجالاته واسعة ومتعددة

ويبين أن هناك تقصيرا من جانب الجامعات التي لا تلجأ للوزارة سوى لاعتماد تخصص جديد، ودون ذلك لا يوجد تواصل أو لقاءات إلا فيما ندر.

لا تخطيط

ويؤكد الدكتور علي اللوح؛ عميد شؤون الطلبة في جامعة الأزهر بغزة، على ضرورة التخطيط الذي يسبق مرحلة الثانوية العامة، ليتم تعريف الطلبة بأهمية التعليم المهني، على أن يتم ذلك برعاية مؤسسات أو مراكز متخصصة. ويشير إلى أن الجامعات تتعامل مع سوق العمل بعشوائية، ودون مراعاة وضع غزة الاستثنائي، مما يجعل مستقبل الخريجين غامضا.

ويرى اللوح أنه يمكن تخفيف أعداد الخريجين الذين لا يجدون فرص عمل عبر تقنين أعداد الطلبة المقبولين في الجامعات، وتوجيه بقية الطلبة للتعليم المهني، مع ضرورة الاتفاق على ذلك بين الجامعات.

وإلى أن تتفق الجامعات فيما بينها، وتضع خططا موحدة لقبول الطلبة. وإلى أن تقوم الوزارات بدورها في زيادة وعي الأهالي حول مفهوم التعليم المهني، تبقى مشكلة بطالة الخريجين تراوح مكانها، ولكن بأعداد إضافية كل عام.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...