كونج رسالة من هوليود للعالم

2017-06-06 09:15:32

حمزة درويش/ رام الله

لم تعد الأفلام الهوليودية فقط للتسلية والمتعة الخيالية بل أضحت رسالة أمريكية عالمية، ففي ثواني كل فيلم هناك رسالة واضحة تعكس الفكر والعقل الأمريكي تجاه العالم أجمع، رسائل مليئة بالقوة والعقلانية، وصلت لدرجة استخدامها كسلاح إن لم أصل لحد المبالغة في الوصف.

هذه الصفات والملاحظات رأيتها متجلية في سلسلة أفلام كبيرة حققت نجاحات مذهلة على الساحة السينمائية ومنها بلا شك سلسلة أفلام كونج التي تحكي قصة غوريلا أسطورية بقوة لا مثيل لها وبطاقة لن تراها إلا في سينما هوليود، الفيلم بنسخته الأخير روى قصة مجموع من المستكشفين بصحبة قوى من الجيش الأمريكي ومجموعة من الهواة والمصورين، تدور الأحداث حول خروجهم للبحث عن جزيرة نائية مجهولة لم يسبق بحسب علمهم استكشافها من قبل احد.

وصول طاقم الرحلة  للجزيرة بدأ من لحظته معه عنصر الإثارة والتشويق بعد اصطدامهم بكونج الذي يمثل الغوريلا الأسطوري الذي يحمي الجزيرة النائية ويحكمها بقوته الرهيبة، كونج الذي دخل في عراك مع الأسلحة الأمريكية الحديثة والمعدات المتطورة التي بدأت بتفجيرات استكشافية للجزيرة فور وصولها لليابسة والتي أزعجت كونج بكل تأكيد القصة استمرت في صراع وصلت نهايته إلى أن كونج الذي هاجمهم في البداية تحول لصفهم من أجل حمايتهم من الوحوش التي تسكن الجزيرة تلك الوحوش التي تمثل أعداء كونج وكأنهم العصابات والأشرار الخارجيين عن قانون كونج في الجزيرة، بكل تأكيد قوة كونج كانت كافية لحمايتهم من تلك الوحوش.

تلك القصة بما دارت حوله من أحداث رسمت عدة رسائل كشفت الفكر الأمريكي والعقلية المتجلية في أدمغتهم حول العالم ومن فيه، ففي البداية رسم الفيلم صورة حول الجيش الأمريكي على أنه جيش مستعد دائماً ويملك القوة للذهاب والقتال في أي بقعة حتى لو لم يكونوا على معرفة بطبيعتها، هذه الصورة تجلت أيضاً باختيار عناصر شاركوا في الحرب الأمريكية الفيتنامية في محاولة لإيصال رسالة مفادها جنودنا خاضوا أقصى المعارك والخبرة القتالية موجودة، صورة الجيش أيضاً تجلت في الملازم باكارد الذي كان يرأس القوة في الرحلة والذي رسم أعنف صور الحنكة والقوة والتحدي في ترأس الجيش.

الرسالة الأمريكية لم تتوقف على صورة الجيش وإنما استمرت في قوة العلم الأمريكي والتطور الهائل الذي وصلوا إليه من خلال أسلحتهم الثقيلة من طائرات وسفن ورشاشات حربية جاهزة لكل الظروف، وظهر التطور العلمي في وجود العالم بيل راندا الذي يحمل عدة متطورة وأساليب حديثة لاستكشاف المجهول.

الرسالة الأكبر وصلت عندما وصل طاقم الرحلة إلى مجموعة من سكان الجزيرة المجهولين ووجدوا بينهم مستكشف أمريكي وصل سابقاً للجزيرة ولكنه لم يستطع العودة بعد أن تحطم أسطوله، الرسالة الواضحة هنا انه لن يسبق أمريكا أحد نحو الجديد وأنهم هم الشعب الوحيد القادرعلى التأقلم مع كل مجهول من خلال قدرة هذا المستكشف القديم على التأقلم مع قبيلة تعيش على الجزيرة ولا تتكلم لغته ولا تفهم سبب وجوده، كونج مثل بينّ قوة الولايات المتحدة وأنها دائماً تسعى للجديد وأن القوي في النهاية سيقف بجانبهم لأنهم عنصر خير في هذه الأرض وهذا ما فعله كونج في النهاية عندما أنقذهم من الوحوش وتركهم في الجزيرة بعد معارك طاحنة لحمايتهم.

عالمية الرسالة في الفيلم تجلت في أن الجيش الأمريكي جاهز لكل الحروب وأن العالم لن يسبقهم نحو الاكتشاف، وأن الجزيرة النائية المسماة بجزيرة الجمجمة لن تكن معارككم أشد قسوة منها وكما انتهينا فيها والقوة تحرسنا سنستمر في هذا العالم والقوة تحرسنا، وعلى عكس الجزء السابق من الفلم الذي قتل فيه كونج داخل الولايات المتحدة بعد إسقاطه من أعلى البرج لم يقتل كونج هنا، والفرق كان بأن من يدخل الولايات المتحدة حتماً سيقتل مهما كانت قوته لذلك قتل، بينما في كونج 2017 كانت قوة كونج على الجزيرة هي الحامي للولايات المتحدة خارج الولايات الخمسين لذلك قتله يعني قتل الحامي لهم وهو بذلك لا يقتل.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...