كيف غنى كبار الفن وعمالقته "بنت الجيران"

2020-03-25 14:02:33

إسراء صلاح/ غزة

يحمل الغناء القديم كثيراً من المتعة والراحة للآذان، والذي يُنتج في مخيلتنا رواية وقصة نرسم شخصياتها كأنها حقيقة ونسقطها على أنفسنا كأنها كانت لأجلنا، حيث أن الصوت الذي غنى هذه الكلمات ترك بصمة للأجيال كما أنه سهّل حفظها لدى الناس وأصبحت تراث موسيقي مهم؛ فعلى الرغم من بساطة الأدوات الصوتية إلا أن الأغاني لاتزال رائعة، الأمر المؤسف أنه مع تطور المسجلات والمؤثرات الصوتية وصل الفن إلى مرحلة لم يعد فيها الأشخاص قادرين على صناعة تراث يتركونه للأجيال المقبلة.

"بنت الجيران" الأغنية المصرية التي حصلت على نسبة مشاهدات عالية جدًا ولاقت صدىً كبيرًا، بالرغم من أن كلماتها لا توحي بالحب أو الغزل، وحجم الضجة التي أحدثتها يُشعر كأن الكلمات جمالية ككلمات عنترة حين قال "يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحًا دار عبلة واسلمي"، الأمر الذي جعلني أعود لأغنيات التاريخ، لأستمع لكلمات الغزل والحب الرفيعة ببنت الجيران وعلى طريقة القدماء.

موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب غنى أغنية يا جارة الوادي، والتي كتب كلماتها أمير الشعراء أحمد شوقي، حيث قال:

"يا جارة الوادي طربت وعادني ما يشبه الأحلام من ذكراكِ...مثّلتُ في الذكرى هواك وفي الكرى والذكريات صدى السنين الحاكية".

"فوق إلنا خل" الأغنية العراقية الشهيرة التي حملت قصة عاشق كان يمر كل يوم ليحظى برؤية حبيبته التي تسكن قصرا منيعًا يحيط به الحرس. وحين أثار الفتى ريبتهم سأله أحد الحراس عن سبب مروره فأجابه "فوق إلنا خِل فوق" حيث انتشرت بصوت الفنان العراقي الراحل ناظم الغزالي، وغناها صباح فخري أيضاً والتي تقول:

"فوق النا خل فوق النا خل فوق

ما أدري لمع خدّه يابا ما أدري القمر فوق

والله ما أريده ما أريده باليني بلوى"

أما الفنان السوري الكبير صباح فخري فقال للجارة:

"يا دار من أهوى أتيتكم جهدًا

ظمأنان لم أسق يقتلني الردى

هل لي بحيكم نهلا أو موردا

أحيا به كي ما أراك تعودي‎‎‎‎‎‎‎‎‎"

وكذلك عصفورة الصباح فيروز لم تنس الجيران وشبهته بالقمر، فغنت أغنية كلمات الأخوين رحباني حيث غردت:

"نحنا والقمر جيران

بيته خلف تلالنا بيطلع من قبالنا

يسمع الألحان عارف مواعيدنا

وتارك بقرميدنا أجمل الألوان"

وبلهجة مصرية غنت الرائعة حورية حسن: "من حبى فيك يا جاري يا جاري من زمان بخبي الشوق وأداري لا يعرفوا الجيران".

كل هذه الكلمات الجمالية توحى بمدى الوعي والرقي وفعاليتها في تهذيب مشاعر الإنسان وأحاسيسه، وهذا ما نفقده اليوم؛ فالكارثة أصبحت في من يقدمون هذا الفن المبتذل والرديء، لأنهم باتوا بمثابة القدوة والرمز لأبناء الجيل الحالي، فأصبحوا يقلدونهم في كلشيء وبصورة مخزية تدعو للحسرة وخيبة الأمل، لذلك لابد من النهوض وإحياء الأغنيات القديمة، فالفن تراث لا يُنسى.

- الصورة من الإنترنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...