ناريمان شوخة/ رام الله
22 نيسان مع عتمة الليل
لم أنم بعد من صوت بكاء طفل الجيران المولود حديثا، أتذكر جارنا علاء الذي كان ينتظر إنجاب صبي بعد خمس إناث ها هو رزق به قبل يومين، ليتك رأيت الفرح في عينيه...لكن لا أعلم لما لم أرى هذا الفرح من قبل مع كل طفلة رزق بها؟!
كانت سعادته مختلفة لدرجة انه رغم وضعه المادي الصعب وزع اللحم على بيوت الجيران..
توشك على أن تكون الثالثة بعد منتصف الليل وأنا لا زالت مستيقظة، لا استطيع النوم قط
أتحسس الجانب الفارغ من الفراش أتذكرك..
أتذكر بأنك هناك خلف القضبان اللعينة على البرش الحديدي المزعج الخالي من الإنسانية
تنشجت بصمت موجع...
توقف الطفل عن البكاء وأنا لم أنم بعد، أظن أن بكاءه كان مجرد حجة يتحجج بها عقلي.
أرجوك عد للبكاء مجددا لأجد من يشعر بي في عتمة الليل.
25 نيسان في الخامسة فجرا
صباح الخير لشمس لم تشرق بعد...
لعيون نائمة...لفرج بعيد لعله قريب...
لسلام يحلق فوق ركام الوطن...لصوت ديك حالم...لزهرة تنتظر من يسقيها...
صباح الخير لنفسي المتعبة المشتاقة إليك...
صباح الياسمين لكل الأسرى ولك بذات...
ولا صباح ولا خير لحرب تتكئ على كتف أحدهم...
كيف حالك؟! وكيف حال أمعاءك الصامدة؟!
سؤال كهذا يقتلني بشدة كــكومة حزن عالقة في حنجرتي...
قل لي بأنك بخير رغم كل شيء.
27 نيسان زوجتك القوية كاذبة
كوني زوجة مقاوم وأسير مضرب، جاء الإعلام ليجري معي مقابلة مصورة، رأيت عيناك في عدسة الكاميرة فإذا بها تقول لي الإعلامية "اطلعي عليا ما تتطلعي على الكاميرة.." في سري وددت أن أشكرها لأني لم أتمالك نفسي أمام عيناك التي هي وطني المسلوب.
كنت أمام العالم والكاميرة والإعلامية الزوجة القادرة على التحمل الزوجة الصامدة المناضلة التي تنهي كل شيء ب(زغروتة).
لكنني بيني وبين ذاتي أنا الزوجة الكاذبة التي لا تستطيع تحمل أي ذرة وجع بداخلها..
أبكي كل لحظة في وحدتي...
تخيل يا عزيزي لو لم يكن بمقدورنا البكاء كم ستكون الحياة قاسية حينذاك؟!
قل لي كم يلزمهم من بكائي ليعدوك لي؟!
انتهت المقابلة وحزني لم ينتهي بعد بل تجدد.
28 نيسان أكتب إليك رسالة طويلة
بيدين ملهوفتين وعيون مبللة بدموع...ولما فرغت منها بعثرت خطي وحروف قلم السائل الذي كنت تفضله عن غيره، فرغت وتركت بقعة صغيرة بين سطور الاشتياق كبقعة مستعصية ولا بد من إزالتها...
دموع قلبت رسالتي الطويلة إلى رسالة قصيرة...
أعتذر منك سأكتب لك في وقت لاحق..
مودتي وكون قويا لأجلنا.