عبد الكريم عودة/غزة
تنتشر الأخبار الكاذبة " المفبركة" عبر العالم الرقمي، انتشارا واسعا بين المستخدمين، وتتناقلها الوسائل الإعلامية دون التحقق والتحري من مصداقيتها.
وعلى الرغم من نقل مواقع التواصل الاجتماعي للأحداث بشكل مباشر و آنٍ، إلا أنها تعتبر بيئة خصبة لنشرالأخبار والشائعات المزيفة خلال دقائق من الزمن وبأقل تكلفة.
الشبكات والشائعات (النار والهشيم)
زعمت فتاة مصرية قبل أسابيع عبر حسابها على انستغرام أنّها اقترحت فكرةً على وِكالة ناسا للفضاء تتمثل في شواء اللحوم على نيران صواريخ الفضاء قبل انطلاقها؛ للحدّ من التلوث البيئي ولمساعدة الفقراء، وأن وكالة ناسا أعجبت بالفكرة وقررت الاستفادة منها.
فكرة أشبه بالخيال في تطبيقها، ولكنها استأثرت باهتمام الملايين حول العالم وتناقلتها وسائل إعلام عربية وأجنبية على أنّها حقيقة.
ولكن تفاجأ المتصفحين العرب للإنترنت أنّ قصة هذه الشابة التي أشعلت مِنصات التواصل الاجتماعي مُفبركة كليًا، وقالت الفتاة أنّ القصة لا تعدو كونها مجرد مُزحة، والسؤال كيف "خدعت مُزحة" هذه الفتاة روّاد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم؟
هل يستفيد فيسبوك من نشر الأخبار الزائفة؟
ربما يكون مارك زوكربرغ على حق، وربما يكون خِياره بعدم التدخل فيما يُنشر على فيسبوك خيارًا مدفوعًا بالرغبة في عدم تحمّل المسؤولية عمّا يتم نشره ويروج في أوساط الرأي العام، فهذا هو الأسلوب الجديد الذي تعتمده الشركات التي تحقق عائدات مالية كبيرة من الإنترنت؛ لهذا لا تبدو فيسبوك معنيةً ببذل جهد جدي للتصدي للأخبار الزائفة. لذا من ينتظر من إدارة فيسبوك أن تلتزم بوقف هذه الظاهرة فهو كمن ينتظر معجزة لن تتحقق.
لماذا نُصدّق الشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي؟
أرجع مراقبون ومختصون ذلك إلى سهولة انتشار وتداول المعلومات والأخبار والآراء بين الأفراد على نطاقٍ واسع مما سهل من نشر وتداول الأخبار المفبركة والمنشورات الغربية في مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة.
مما جعل الكثير من أبحاث ودراسات علم النفس الحديثة تبحث في الآلية التي يعمل بها العقل البشري في تصديق تلك الأخبار ونشرها ومشاركتها مع الآخرين.
خَلُصت هذه الدراسات إلى أننا نحن نبحث عن الحقائق التي توافق وجهات نظرنا، فغالبًا ما نقوم بتجاهل أو عدم الانتباه إلى الحقائق والمعلومات التي لا تتناسب مع أفكارنا ومعتقداتنا؛ نظرًا لأننا نرغب دومًا في أن نكون على حق ونشعر بالراحة لتفكيرنا وشعورنا بنفس الطريقة التي تفكر بها وتشعر(المجموعة) التي ننتمي إليها.
أمّا عن آلية انتشار الشائعات، فقد أجرى فريق من الخبراء بصحيفة لوموند تجربةً في تتبّع سلوك الصفحات المخادعة، فلاحظ انتشار بعض هذه الإشاعات بسرعة؛ لأن (صحفًا صفراء) نشرتها, وهدف هؤلاء اقتصادي وهو توليد أكبر قدر ممكن من النقرات وبالتالي عائدات الإعلانات، وعلى الرغم من كون هذه المعلومات محض افتراءاتـ فإن العديد من القرّاء يقعون فريسة لها.
- صورة من الإنترنت.