فريق مشروع منصات شبابية/ جامعة القدس
منذ آلاف السنين والعمل التطوعي من أهم الأعمال التي تضفي صفة حضارية وثقافية وإنسانية في المجتمع البشري، لما له من أثر كبير في نهضة الأمم وتطورها وإسهامه في بناء جيل إنساني يقدم أغلى ما يملك، فيهب وقته وجهده دون مقابل في سبيل خدمة المجتمع، فالتطوع جزء أصيل من التنمية وخاصة في الدول النامية التي نعيش فيها، فتسهم في تطوير الفرد، والبيئة، والمجتمع، سواء أكان التطوع في التعليم، أو في المشاريع، أو عند التبرّع بالأموال للفقراء وإلى غير ذلك من الأمور المتعددة، أما على صعيد المجتمع الفلسطيني وجد التطوع منذ القدم وكان يطلق عليه (الفزعة أو العونة) في قطف الزيتون وبناء المنازل وحرث الأرض وبالتالي أصبح جزءا أصيلا من الثقافة الفلسطينية.
وبالنظر إلى ما يقدمه هؤلاء المتطوعين من خدمة للمجتمع لابد من أن يكون لهم نصيب من حقوقهم المشروعة وأن يكون لهم اعتراف مشترك من قبل الحكومة والمؤسسات الخاصة على حد سواء بجهودهم التي بذلوها؛ وبالتالي اكتسابهم الخبرات وتقديم ما لديهم من خبرات في شتى المجالات.
ولحفظ حقوقهم وسنين تطوعهم التي بذلوها في خدمة المجتمع من الضياع لابد أن يتم إعطاؤهم حقهم البسيط المتمثل في تقديم شهادة خبرة بالأمور التي اكتسبوها والتي تسهم في تسهيل الحصول على الوظائف من خلالها، كما تعمل على تشجيع الشباب في الانتساب إلى الأعمال التطوعية.
وفي عدة مقابلات أجريت مع عدد كبير من طلبة الجامعات الفلسطينية، ومع أصحاب مؤسسات خاصة ومدنية، أبدى الكثير الشباب رغبة كبير في نجاح هذه الفكرة واعتمادها بشكل رسمي، لما لها من آثار كبيرة على الفرد الجامعي وعلى المجتمع وعلى الشباب والجيل القادم، فهي توسع من منظومة الآفاق لديهم وتخلق فرص جديدة لهم خاصة الفرص التوظيفية التي من المهم أن تبدأ المؤسسات بالتفكير في تبعاتها والتي ستكون تبعات إيجابية تنمي المجتمع وتعمل على تطور وتقدمه والإنهاء على البطالة، كما وعبر قسم آخر بأنه من حقهم في الأساس الحصول على هذه الشهادة نتيجة لما قدموه في خدمة المؤسسات والعمل على رفعها و تحسين أدائها ونشرها ونشر اسمها في الوسط الاجتماع.
فالاعتراف بالعمل التطوعي "كخبرة عملية"، يهدف إلى تحسين شراكة الشباب في سوق العمل، وإلى وضع أنظمة تدريب معينة داخل المؤسسات المختلفة الحكومية والخاصة والمدنية من أجل مساعدة الشباب الفلسطيني على إيجاد فرص عمل لهم في المستقبل.
كما ويهدف الاعتراف بذلك إلى تمكين الشباب في الحصول على خبرة عملية عبر التطوع حاصلين في النهاية على شهادة خبرة موثقة؛ لأنه فيما بعد ستمكن الشاب الحاصل على هذه الشهادة أن يعمل في أي مجال يريده وأن يصل في النهاية لتحقيق طموحاته التي يريدها.
عدا عن أنه يؤدي إلى إيجاد فرص عمل مناسبة للشباب في المجالات التي تطوعوا بها من خلال الاعتراف بهذا التطوع من قبل المؤسسات على أنه عمل وقدم لهم خبرة جيدة وكبيرة في المجالات المختلفة، ويمكن بالتالي للشباب إدراج أعمالهم التطوعية في سيرهم الذاتية للتقديم للوظائف المختلفة، وفي نفس الوقت سيزيد من نسبة الشباب المنتسبين للأعمال التطوعية المختلفة وخدمة المؤسسات، فالتطوع يعود بالنفع على كافة الأطراف.