مرح ودعاء تبتكران جهازا لتوليد الكهرباء من مياه البحر

2016-06-26 05:12:57

 لؤي رجب/ غزة

رغم لوحات المعاناة التي رسمها الحصار، وجسدها على أرض غزة، حتى أوشك الأمل أن يبدد عيونا أرهقها ما شاهدت، وأبناء غزة على كثرة آلامهم يأبون إلا أن يمدوها بالحياة بعد الظلمة الدائمة؛ لتكون البقعة الجغرافية التي لا تقهر أبدا. وكمثال على تميز المرأة الفلسطينية، ها هما مرح ودعاء تثبتان بذكائهما تميز المرأة وإصرارها الدائم على النجاح.

قصة النجاح

مرح مشتهي، ودعاء ضاهر، طالبتان في الصفين التاسع والثامن على الترتيب، بمدرسة بدر الأساسية (أ) الإعدادية للبنات، في حي الشجاعية شرق غزة، ابتكرتا نموذجا مصغرا لجهاز علمي قادر على توليد التيار الكهربائي باستخدام مياه البحر، عن طريق الاستفادة من حركة الإلكترونات لتوليد الطاقة، بإشراف الأستاذة ابتسام بلبل، معلمتهما لمادة العلوم العامة في المدرسة.

تقول مرح: "استخدمنا مبدأ التأكسد والاختزال، وهو أحد التفاعلات الكيميائية، وكذلك محلولا ملحيا مشبع أو فوق مشبع؛ للاستفادة من حركة الإلكترونات ذات الشحنات السالبة والموجبة، لتوليد التيار الكهربائي بين المصعد والمهبط. كما استخدمنا مبدأ الخلية الفولتية بشكل أساس، وعملية الطلاء الكهربائي بشكل ثانوي؛ وفيه ما يتم نقل أيونات المعادن في محلول بوساطة مجال كهربائي لتغطي إلكترود".

بداية الخطوة

وتقول دعاء: "في البداية قمنا بتركيب الجهاز العلمي للخلية الواحدة، بحيث يتم ملء الوعاء البلاستيكي بمياه البحر أو بمحلول ملحي مشبع أو فوق مشبع، وتغمر الصفائح المعدنية به، ثم يثبت محرك صغير بالجهاز، ويتم توصيل صفيحة النحاس بعد تنظيفها بالقطب الموجب مع المليميتر وصفيحة الألمنيوم، وهي عنصر انفوتري، بالقطب السالب مع المليميتر، إضافة إلى وضع مؤشر المليميتر على 200 ملي فولت".

وتتابع: "بعد ذلك قمنا بقراءة فرق الجهد على شاشة المليميتر، حيث لاحظنا تزايدا تدريجيا حتى يصل حسب التجارب العملية إلى 700 ملي فولت، ويبدأ المحرك بالحركة للدلالة على توليد الكهرباء من المحلول الملحي".

وتشير دعاء إلى أن المتغيرات التي تطرأ على الجهاز تزيد من كفاءته؛ فالعلاقة طردية بين كمية الطاقة الكهربائية الناتجة وتشبع المحلول الملحي، وعند تعرض المحلول الملحي في الجهاز العلمي لأشعة الشمس تزداد كفاءة الجهاز، ويزداد فرق الجهد وقيمة شدة التيار الناتج.

وتوضح دعاء أن شدة التيار الناتج في الوحدة الواحدة للجهاز (0.1) أمبير، كفيلة بتشغيل المحرك الصغير (1.5- 2 ) ساعة، وتبدأ قراءة المليميتر بالتناقص تدريجيا بسبب بدء عملية الطلاء الكهربائي على صفيحة النحاس والألمنيوم وتحلل أيونات المحلول الملحي.

وتقول مرح: "يمكن أن يتم تطوير النموذج المصغر للجهاز عبر ربط 24 خلية (وحدة) معا، وفرق الجهد يصبح 12 فولت، وعند وضع محول يتحول فرق الجهد 220 فولت لينتج 1 كيلو واط  كافيا لتشغيل ثلاجة وإنارة منزلية  لمدة 30 ساعة".

ويتزامن هذا الابتكار للطالبتين مع أزمة كبيرة يعاني منها قطاع غزة جراء نقص الوقود اللازم لتزويد محطة توليد الطاقة الكهربائية بشكل دائم. ولأنها ليست الأزمة الأولى التي يعاني منها القطاع، رأت الطالبتان أن الأمر يستدعي وقفة جادة بجهودهما البحثية التي يمكن أن تعود بالنفع على المجتمع المحلي، والمساهمة في بعض الحلول للتخفيف من الأزمة المتفاقمة.

بعد الصعوبات نجاح

وبعد؛ فإن كل جهد لا بد أن يكلل بالنجاح، وتعزو مرح ودعاء نجاحهما لعائلتيهما اللتين كان لهما دور كبير في تشجيعهما، إضافة لمعلمتهما، حيث تقول مرح: "نشعر بالفخر والسعادة لنجاح فكرتنا، وفوزنا في مسابقة الابتكار العلمي بالمرتبة الأولى على مستوى مديرية شرق غزة".

وتبين مرح أن إدارة المدرسية قدمت المساعدة الكاملة لهما لتنفيذ الفكرة التي تستحق هذا العناء، واستعانت بالمتخصصين لترجمة الفكرة إلى واقع عملي لتعزيز عملهما الذي يستحق كل دعم وتأييد، وتأمل أن تجدا الفرصة المناسبة ومن يمكنه أن يوجه طاقتهما لما ينفع المجتمع.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...