لؤي رجب/ غزة
مشهد يعكس قدرة الفلسطيني على الحب والحياة، مقابل رسائل الموت والدمار التي تستهدفه في كل وقت وحين، نراه في معرض حمام الزينة الثاني في غزة، الذي يحمل معاني السلام والنقاء، ويلقى اهتماما بالغا وإقبالا شديدا.
وقد تم تنظيم معرض طيور حمام الزينة الثاني في غزة على يد 160 هاويا ومربيا للحمام بمختلف أنواعه، وبمشاركة عدد من الدول العربية، منها الأردن ومصر والإمارات، في صالة سعد صايل الرياضية بمدينة غزة، في تحد للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
معرض نوعي
واحتوى المعرض على أنواع كثيرة من الحمام النادر وغير المألوف محليا، حيث عج بأكثر من 200 زوج من الحمام، وصل سعر أحدها إلى 15 ألف شيكل تقريبا. ومن الأنواع النادرة التي تم عرضها الإسكندراني، وكرير لبني، وهومر حلبي، وجاكوبين، وبودابست، إضافة إلى النمساوي، والسويدي، والسكري، والأبلق، والشامي، والكوبرا... ومن الأنواع غالية الثمن الزاجل، والهزاز.
ويقول د. إبراهيم القدرة؛ الوكيل المساعد بوزارة الزراعة: "غزة رغم حصارها وقلة إمكانياتها، وعدم القدرة على التواصل مع العالم الخارجي، الا انها أثبتت قدرتها على العطاء والإبداع والتميز". حيث أكد على أن رسالة المعرض هي أن الشعب في غزة يجيد صناعة الحياة رغم الحروب، وهو قادر على أن يعيش الحياة ما استطاع إليها سبيلا. ويشير إلى أن وزارته تبنت المعرض ودعمته، وستعمل على تطويره في العام القادم.
كسر الحصار
ويعتبر محمد جاد الله؛ المنسق العام للمعرض، أن الهدف من المعرض هي إيصال رسالة من قلب قطاع غزة المحاصر، مفادها أننا أصحاب إرادة وعزيمة لا تلين، وهي رسالة وحدة وسلام ومحبة للعالم، وأننا قادرون على تنظيم معارض أسوة بالعالم.
كما أكد على أن الهاوي الفلسطيني قادر على أن يبدع في شتى مجالات الهواية، ويشير إلى أن فكرة المعرض انطلقت لإطلاع الناس على أنواع الحمام المتوفرة في فلسطين، والمستوردة من الخارج، خاصة أن المعرض يضم أنواعا مختلفة من الحمام، من أغلى الأنواع.
وعن توقيت المعرض، يقول جاد الله: "أقمنا معرضنا في فصل الربيع لطبيعة الأجواء التي تناسب خروج الطيور من أعشاشها". ويقدم شكره لوزارة الزراعة والجهات الداعمة، ولكل من ساهم في إنجاح المعرض، لافتا إلى أن المشاركة إنجاز عظيم يسجل للهواة ومربي الحمام في ظل الظروف الصعبة.
تقدم رغم المعيقات
ويعتبر محمود حسونة؛ أحد هواة جمع الحمام وتربيته، أن مشاركته في المعرض أتاحت له فرصة عرض ما يقوم بتربيته، وهو يهوى تربية جميع أنواع الحمام منذ فترة من الزمن. ويقول: "ورثت هذه الهواية من الأجداد، وتداولت الحمام مؤخرا عبر نقله من الخارج على يد التجار والهواة".
وقد بدأ القطاع يشهد تزايدا في أعداد هواة الحمام رغم عدم وجود عناية بيطرية متخصصة، وصعوبات التسويق.