همسات على شاطئ الأحلام

2017-02-15 14:12:57

خاطرة بقلم: محمد جرادات

لا أحب إليَّ من ساعة أكتب فيها في كل مساء، فيحدثني قلمي عن مجتمع نعيش فيه رحمه الله ؛ إنه لَشعور حزين يتسرب إلى شعاب قلبي، حين يفتتح قلمي حديثه عن ما يسمى الحب في مجتمعي المعيق .

 فالحب في مجتمعي يموت قتلاً برصاص مقبرة العادات والتقاليد، ويبقى في قبو ذاكرة كلّ محب !

هكذا هي حياتُنا نملك فيها الكثير من اللحظات الجميلة التي نرسُمها نحن  مع من نحب ونعشق، لكننا لا نمتلك الجرأة لتحقيق هذه اللحظات. فنصير عندئذٍ صدى لخيبات تلو الأخرى، بكل حرارتها وتوهجها، بمنغصاتها ومسراتها الكبيرة والصغيرة، بحلوها ومرِّها، بتناقضاتها بالعدم والعطب.

وفي كل ليلة يتخبطنا معنى النسيان، فتساءل قلمي متعجباً!  هل يمكن أن ينسى المرء من اختاره قلبه من بين مئات الوجوه؟ أصبت بالدهشة من سؤاله حينها، وأحسست بعتاب في نظرته وفي ابتسامته . ولم أستطع الإجابة عن سؤاله. تمكنت من الإجابة على سؤاله حينما أحببت مرة، وذقت مرارة الضيم واللاشعور في الشعور.

في الحب نفقد القدرة على تمييز الوجوه ، على تمييز الأسماء فهو من أعقد الأمور التي لا نتمكن يوماً من تفسيرها، في حياة كُلِّ امرئ منا نواة صغيرة تربطه بالحياة . 

ما إن تختفي هذه النواة حتى نفقد الرغبة بالتنفس، والاستيقاظ  والعيش والتفكير. وجميعنا ينتمي إلى دواخله. تكون هذه النواة على هيئة " شخص"  لن تنساه الذاكرة أبداً .. شخص سنلتقي به في يوم من الأيام لا محالة.

شخص لا يقدر بثمن، ولا يعوض. كلما تراه تقول :"هو لي" شخص ستحبه كل الحب .. يثبت بداخلك قدراً كبيراً من الأدرينالين من دون جهد أو مشقة . لكن مجتمعك يضحك منك ساخراً .. لن يكون لك، ولن تكون له .

كانت الطبيبة النفسية التي أنقذتني من انهياراتي الداخلية أملي الوحيد المتبقي في مجتمع مثقل بالظلم والإنسيابية العمياء. وكانت خسارتها بالنسبة لي ضربة أهوى بها القدر على قلبي. فانكسر شيءٌ في أعماقي، وسكنني الكثير من العدم، وكأني أصبحتُ عالقاً ما بين الألم واليأس، الفراغ والتبلد، فتفجرت ينابيع من جمر لا ينطفئ تكورت على جدار قلبي . أمسكت قلمي لكي أخط بعض العبارات، لكي أترجم ما أشعر به، ولكي أبعثر تلك الحروف الصامتة، التي تسكن صدري المهترئ. ولكي أبرهن  أن غياب الشيء يثبت وجوده . لكنني كلما كدتُ أن أبرهن ذلك؛ وجدتُ قلمي يضحك قائلاً : همسات على شاطئ الأحلام .

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...