"هند والمختوم الفلسطيني" حكاية من التراث لمحاربة البطالة

2021-01-20 09:19:43

رفيف اسليم/غزة

عندما يذكر أمامنا المفتول أو المقلوبة أو المسخن، فوراً ترتبط تلك الأسماء في مخيلتنا بالعديد من الأطعمة التراثية الأخرى، كأقراص السبانخ والزعتر مثلاً، تلك المأكولات التي نقش مذاقها في ذاكرتنا منذ الصغر، واعتدنا تناولها في الجمعات العائلية، إلا أن "المختوم الفلسطيني" بقي غائباً عن حديث الجدات ولم يكتسب شهرة سابقيه، لذلك قررت الشابة الغزية هند مزيد،22 عاماً، تعلم طهيه والاعتماد عليه كوسيلة عمل، بعد أن أنهت دراستها الجامعية ولم تجد وظيفة شاغرة.

تراجع مزيد، المقادير الأساسية للمختوم التي وضعتها في الإناء"عجوة التمر، العسل، زيت الزيتون، حبة البركة والسمسم" وتمزجها جيداً، وأخيراً وبعد تجانس المكونات، تضيف هند المكسرات النية على الطبق استعداداً لتقديمه، مشيرة إلى أن المختوم من الأكلات القديمة التي كانت تقدم في فلسطين لعلية القوم وكبار الزوار، باعتباره من أهم الأغذية الصحية الفلسطينية.

وتضيف هند، أن للمختوم عدة فوائد صحية، فهو بمثابة وجبة متكاملة تعمل على تقوية المناعة وتنشيط الذاكرة، كما أنه مفيد للعظام وغير ضار لمرضى السكري إذا ما تم تناوله بكميات محدودة، ويعتبر أيضاً من أشهر وصفات التسمين التي تفيد في كسب الوزن، منوهةً إلى أن جميع تلك المعلومات قد حصلت عليها من مختصة في علم التغذية، وبعض الأطباء المتخصصين بعلاج مرضى السكري.

"إن ندرة إعلانات التوظيف بعد أن أنهيت تعليمي الجامعي، ومعاناة بنات جيلي الخريجات من البطالة، دفعني إلى البحث عن وسيلة تنقذني من هذا الفخ" تقول مزيد، مشيرة إلى أن صديقاتها وعائلتها هم أكثر من شجعها لطهي المختوم وبيعه بعد أن كانت تهديه بشكل مجاني.

 وبحسب التقرير الأخير لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني، فإن نسبة البطالة في القطاع الغزي بلغت 45%، مما دفع هند إلى البدء في مشروعها الخاص بمبلغ 150 شيكل فقط، ورغم مراهنة الجميع على فشله، استطاعت مزيد بدعم من والدتها أن تنجح فيه، وأن تحقق أرباحاً ماديةً جيدة من بيع الطلبيات.

وتشير مزيد إلى أنها دوماً ما تتلقى من زبائنها العديد من الأسئلة حول تلك الوجبة وطريقتها عبر   ( صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لاعتبار المختوم أحد الأكلات التراثية الفلسطينية غير المتداولة، موضحة أنها اضطرت إلى شرح مكوناته وأهميته لزبائنها عبر توثيق طريقة طهيه بالصور والفيديوهات لتكسب ثقتهم، مما أدى إلى زيادة الطلب على منتجها، وبالتالي رفع مستوى المبيعات لديها.

  وأفادت هند أن هناك اختلافاً بين "المفتقة" المصرية و"المختوم" الفلسطيني، فالمكونات واحدة تقريباً، إلا أن المختوم يضاف له زيت الزيتون، أما المفتقة المصرية فيضاف إليها العسل الأسود، وهما مكونان لا يجتمعان في وصفة واحدة.  

وأكدت مزيد أن الطلب على منتجها يرتفع في بداية كل شهر، بينما ينخفض في بقية الأيام، نظراً لما يعانيه القطاع من تدني في الوضع الاقتصادي، فضلاً عن ارتفاع نسبة الفقر التي وصلت إلى ما يقارب 75% وفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني لعام 2020.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...