استثمر فترة الحجر المنزلي بإيجابية

2020-09-12 09:28:59

إسراء صلاح/غزة

     لحسن حظنا أن جائحة كورونا قد وصلت إلى القطاع متأخرة، ما أعطانا فرصة كبيرة لرؤية تجارب الآخرين في أنحاء العالم مع الحجر المنزلي، وكيفية تعاملهم معه وقضاء أوقاتٍ جيدة دون الشعور بالملل واليأس داخل البيت، فكيف استطاعوا كسر هذا الروتين وتحويله إلى اجازة سعيدة؟!

  في البداية، يحتاج الإنسان بين كل فترة وأخرى إلى قضاء إجازة يعزل فيها نفسه عن العالم، لأداء فريضة التأمل والتفكر حتى يكتشف ذاته ويطورها، وها قد أتاحت جائحة كورونا هذه الفرصة، حيث استثمر البعض حالة البقاء في المنزل في التدريب والتطوير واكتساب المهارات الجديدة كتعلم اللغة الإنجليزية والعمل الحر على الانترنت، ووفرت وقتًا لعودة الأشخاص لمواهبهم التي انشغلوا عنها بحكم أعمالهم، كالرسم وعزف الموسيقى والتمثيل وممارسة الرياضة، فاستطاع الكثيرون تجديد طاقاتهم النفسية داخل البيت، وتمكنوا من الانتصار على فكرة أن البقاء في المنزل فترة طويلة أمر مستحيل.

  وعلى صعيد العائلة، فقد ساهم الحجر في تقوية روابط الأسرة وسد الفراغ الذي كان يتركه الانشغال، فقال أحد الآباء أنه طوال فترة عمله خارج المنزل لم يشعر بمعنى الأسرة الحقيقي إلا في هذه الفترة، حيث تقرب بشكل أكبر من زوجته وأبنائه، فبدأ يستشعر الواجبات الواقعة على الأم، كالواجبات المنزلية وتحضير الطعام ومتابعة دراسة الأبناء عن بعد وقيامها بدور المعلمة في البيت وحل الشجار بين الأخوة، لقد أصبح مدركًا لأسباب الغضب التي يراها على وجهها حين يعود من العمل وبدأ يشارك ويساعد، كما واستطاع قضاء وقت طويل مع أبناءه من خلال اللعب وقراءة القصص والروايات، فأصبح يعلم طريقة تفكير كلاً منهم وماذا يحب وماذا يكره، فشعر أن سعادة الأسرة لا تكمن في رحلة أو تناول العشاء في مطعم، فمشاركة التفاصيل هي السعادة.

أما على صعيد الديكورات، فقد قام الكثيرون بتغيير ديكورات المنزل بشكل جميل وانشاء زوايا بسيطة ولطيفة واستغلوا أسطح المنازل والشرفات من خلال اضافة بعض النباتات وتعليق أضواء ملونة وفرش الأرض بسجاد العشب الأخضر الأمر الذي أضاف رونق الطبيعة داخل المنزل.

  كما وعزز هذا الفايروس أيضاً قيم التكافل الاجتماعي بين البشر، فوجدنا في كثير من البلدان صورًا للتراحم والتعاطف كوضع المساعدات الغذائية على أبواب البيوت، واعفاء المستأجرين من دفع الايجار، والغناء الجماعي من شرف المنازل وبصوت واحد، فالجميع كان يعمل على مداوة الجرح الاجتماعي وهذه أمور تعزز زرع القيم والأخلاق لدى الأطفال؛ لأن هذه الصور حقيقية شاهدوها بأنفسهم وبالتالي فإن ذلك سيساهم في تغيير العالم على مستوى العائلة الصغيرة والجيل القادم حيث سيكون أساسه المشاركة الاجتماعية.

 وهناك العديد من الأشخاص استثمروا أوقاتهم في قراءة الكتب والمقالات التي لطالما تم تأجيل قراءتها، وأصبح لديهم مخزون جيد من المعرفة والثقافة، حيث استطاعوا استغلال مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إنشاء نوادٍ ثقافية لتبادل الآراء وطرح الأفكار وتنوع الاقتراحات، كما وتمكن بعض الأشخاص من الوصول للشهرة من خلال مشاركة المواقف الكوميدية التي حدثت خلال فترة الحجر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

فالحجر المنزلي فرصة حقيقية لأصحاب الانشغال الدائم، فأعد تنظيم حياتك ورتب سلم أولوياتك وابدأ من جديد.ا

مصدر الصورة: الإنرنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...