التغيير يبدأ اليوم

2018-12-25 10:36:55

نرمين حبوش/ مراسلة مجلة علي صوتك في غزة،

الحياة البائسة هي تلك الحياة المليئة بالاهتمامات، حيث لا يتوفر لنا الوقت للوقوف والتأمل، فهناك العديد من الأمور التي تساعدك على إعادة سيطرتك على أمور حياتك إذا كنت من الذين أصبحوا مدمنين على التشتت الرقمي، أو شكلت لك أنماط سلوك تلقائية تتعلق بأحد أشكاله على أبعد تقدير.  

أصبحت الهواتف الذكية، والحواسيب المحمولة هي القيمة السائدة في عالمنا والتي أصبحت جزأ لا يتجزأ من وجودنا في كثير من الحالات، ولا نقصد بذلك أن نعمل على أطفاء تلك الأجهزة وعدم استخدامها مجددا وأنما يشبه الأمر انتقالنا لمدينة جديدة والتي نحتاج بها ان نتعلم كيف نعيش هناك، وهو ما لم نأخذ الوقت الكافي لفعله بعد.

بمجرد أن تتذوق التركيز وتشعر به يرغب العديد من الناس بالعودة له، فهو يورث الشعور بذروة الأداء والإبداع والحياة، بحيث أن ذروة الانتباه هي النقيض من  التفكير المشتت، حيث تبدأ فجأة في إنجاز المهام، وتجد نفسك تبدع بحرية، وتنجز كميات كبيرة من العمل لم تكن تتخيل أن تنجزها من قبل، وتراودك الأفكار اللامعة التي لا تسمح لأي شخص آخر بتشتيتك، ويمر الوقت دون أن تشعر به، حيث تسمي هذه الحالة بتدفق التركيز ونميل إلى عدم ملاحظة ما يدور حولنا، ونركز بشكل أساسي في المهمة التي بين أيدين، حيث يصبح الوقت شيئا قياسيا غامضا لا تدركه، بدلا من كونه شيئا تتسابق معه طوال الوقت، قد تبدو هذه الحالة أقرب للسكينة والهدوء مقارنة في عالم متصل يومض ويصدر الكثير من الطنين طوال الوقت، فحالة تدفق التركيز  حالة مفيدة  لصحتك ومستويات توترك، وممتازة فيما يتعلق بالإنتاجية .

 أين الهواتف الذكية؟.. مطفأة، ماذا عن الانترنت؟ غير متصل؟  والبريد الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي لم تتفقدهم بعد

التركيز مهارة نمتلكها بالفعل، ولكنها أصبحت من الأشياء التي نطوق للحصول عليها؛ فهو الحالة المناقضة للاتصال والتشتت الدائمين، كما يقدم لنا تذكرة عبور مجانية لزيادة الانتاجية .. فهل أنت جاهز للاستحواذ على التركيز؟

من المستحيل أن يتفق كلا من التشتت الرقمي والتركيز معا، قد يحدث أحدهما دون الاخر، لأن التشتت نقيض التركيز. مثلا حينما تكتب مقالا كما حدث معي وأنا متصلة على الانترنت وصلتني رسالة الالكترونية × فاضطررت إلى ترك الكتابة وقراءة الرسالة الالكترونية والرد عليها.

المعادلة بسيطة، حينما تكون في حالة اتصال في الانترنت، تتابع الأخبار أولا بأول، وتواكب المستجدات، وتناضل في جميع الاتجاهات بسبب رسائل البريد الالكتروني التي تصلك طوال الوقت من موقع الفيسبوك، توتير أو اي قناة اتصالية أخرى، فجميع هذه المشتتات تحيد بنا عن مسارنا الصحيح، وتستنزف قدرتنا، ومن اهم المشكلات اننا لا نعرف متى تحث.

 إننا نمتلك القدرة على السيطرة عليها ولكننا لا نستفيد منها، لذا فإننا بحاجة إلى تعلم كيفية استخدام أزرار الإطفاء.

"رونالد جوفينت" أستاذ الطب النفسي في جامعة يبر وماري كوري في باريس يقول: " إن إجبار العقل على العمل بسرعة  يسبب الإنهاك؛ لذا يقترح إبطاء سرعة عمل عقولنا عن طريق القيام بأمور بسيطة على سبيل المثال التركيز على كل خطوة نخطوها عند السير، كما يتحدث عن تأثير التكنولوجيا على العقل قائلا: "كلما تم إجبار العقل على الإسراع انفصل أكثر عن الجسد، ثم يصبح منهكا ومشتتا".

إننا نناضل من أجل تخفيف السرعة؛ لان سرعة التكنولوجيا الحديثة صورها كلماتها وأفكارها تخرجنا من الواقع، كما أنها تسبب الإدمان، إبدأ من اليوم، وحاول قضاء بعض الوقت في فعل أحد الأشياء التي تعطيك تدفق في التركيز.

 

- صورة تعبيرية من الإنترنت.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...