ناريد غبن / غزة
"لا شيء يؤدي إلى الفشل مثل النجاح"
استوقفتني هذه العبارة في كتاب نسيت اسمه، فكرت فيها مطولاً، كيف يمكن أن يؤدي النجاح إلى الفشل، أليست كل العبارات الداعمة تقول إن الفشل هو طريق النجاح؟
وفي هذا المقال سأوضح كيف يمكن أن يصبح النجاح هو طريق الفشل!
عندما ننجح في أمر معين، نود جميعنا أن نكون خبراء في مجالنا، ومن المؤكد أن هذا أمر رائع، ولكن تصبح هناك مشكلة إذا اعتقدنا بأننا اكتسبنا خبرات كافية لمعرفة كيفية القيام بعملنا؛ إذ يصبح أداء المهام محدود وفق روتين نمطي، ونصبح أقل مرونة وابتكار وقد نستبعد الطرق البديلة ونطلق أحكاما متسرعة على المواقف التي نمر بها.
الحل
بداية إذا رغب الشخص أن يستمر بنجاحه ليس عليه أن يكون صاحب عقل خبير، بل أن يفترض دوما أن لديه عقل مبتدئ؛ فعقل الشخص المبتدئ غالبا يكون جاهز للتعلّم وخالٍ من التصورات والافتراضات المسبقة حول كيفية التعامل مع المواقف، الأمر الذي يجعله ينظر للأمور بشغف وفضول أكثر من ممن يفترض بأنه خبير ختم العلم واكتفى.
كيف تكون صاحب عقل مبتدئ؟
أن تكون صاحب عقل مبتدئ ليس أمراً سهلاً؛ فمن الصعب أن تمنع نفسك من إطلاق أحكام على مواقف قد عشتها مسبقاً ولذلك تحتاج للتمرّن لتكون صاحب عقل مبتدئ.
ومن هذه التمارين:
1.كن مبتدئًا في المحادثة
في المرة القادمة ستكون في سياق اجتماعي ويظهر موضوع تعرفه - امتنع عن التحدث على الفور. خاصة عندما تسمع شخصًا يعبر عن رأي مختلف عن رأيك، لا تستسلم للدافع التلقائي لإثبات وجهة نظرك للآخر.
بدلًا من ذلك، حاول أن تضع نفسك في موقع شخص جديد تمامًا على الموضوع. اطرح سؤالاً على الشخص الآخر واستمع إليه بعناية، كما لو كنت لا تعرف شيئًا عن الموضوع المطروح. كن على دراية بموقفك وأفكارك، وتحقق مما إذا كنت قادرًا على تغيير وجهة نظرك حول الموضوع.
2. استكشاف شيء كنت تعتبره أمرا مفروغا منه
يتيح لك هذا التمرين الذهني الكلاسيكي أن تنظر بعين جديدة إلى شيء مألوف لدرجة أنك لم تعد تلاحظه بعد الآن!
إذا لم تعجبك فكرة فحص شيء ما، يمكنك بدلاً من ذلك اختيار نشاط يومي وتفعل ذلك بذهن. إن ترتيب السرير أو تحضير القهوة أو غسل الأطباق أو تنظيف الأسنان كلها جيدة للبدء. انتبه لتحركاتك أثناء قيامك بذلك. لاحظ تنفسك وأفكارك وتعبيرات وجهك. ببساطة كن في اللحظة وحاول استكشاف النشاط كما لو كنت تقوم به لأول مرة.
3. راقب أحكامك التلقائية
من المحتمل أن يحكم العقل الخبير ويصنف أحداث الحياة على أنها إما جيدة أو سيئة، صحيحة أو خاطئة. لا يحتاج عقل المبتدئ إلى مثل هذه التسميات، لأنه يدرك الأشياء كما هي.
إذا كنت ترغب في تحويل هذا الجانب من عقلك، فعليك أن تلاحظ أحكامك أولاً. طريقة مفيدة لتحقيق ذلك هي أن تصبح يقظًا طوال اليوم في كل مرة تستخدم فيها الكلمات جيدة أو سيئة في محادثة. هذه الكلمات هي عادة مؤشرات على أنك تحكم على شيء ما، وفقًا لنظام معتقداتك. الفكرة هنا هي أن تدرك أن الخير والشر ليسا سوى تفسيراتك العقلية، بل أن الصفات المتأصلة للعمل أو الشيء الذي تشير إليه.
في أي وقت تلاحظ فيه أنك تصنف شيئًا جيدًا أو سيئًا، اسأل نفسك أسئلة مثل: ما الذي يعنيه حقًا "جيد" و "سيئ" بالنسبة لي؟ لماذا أستخدم هذه الكلمة في هذه اللحظة بالذات؟ هل أؤمن حقًا بما قلته للتو، أو هل قلت ذلك بدافع العادة؟
سيساعدك هذا النوع من الأسئلة التأملية في إبعاد نفسك عن أحكامك، وبالتالي التوقف عن استخدامها كوسيلة للتنقل في تجربتك.
4. جرب نشاطًا جديدًا تمامًا
شيء لم تفعله حرفيا من قبل، لا يهم ما إذا كانت تحاول ممارسة رياضة جديدة، أو الذهاب إلى ورشة الحياكة. الهدف هو وضع دماغك في موقف حيث عليه التعامل مع مهمة جديدة دون الاعتماد على الأنماط السلوكية الراسخة. (أو على الأقل عدم الاعتماد عليهم بشكل كبير)
مصدر الصورة: الإنترنت